موجة “الصفيرة” إلى انحسار.. و”الاهمال” هو سبب الانتشار؟


أخبار بارزة, خاص 17 حزيران, 2022

كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:

لا يكفي اللبنانيون الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تلاحقهم، لتأتي الخضات الصحية في ظل غياب القدرة الاقتصادية على العلاج وانقطاع العديد من الأدوية. فبعد كورونا، انتشر في العديد من المناطق اللبنانية خصوصاً الشمالية، مرض “اليرقان” أو ما يعرف بين العامة بالـ “صفيرة”.

غرابة انتشار هذا المرض في مناطق محددة وسبب عودته طرح العديد من الأسئلة في بال اللبنانيين والمعنيين.

فما هو سبب انتشار اليرقان؟ وما هي عوارضه وعلاجه وكيف ينتقل؟ وما هي سبل الوقاية منه؟

وقد أجابت على هذه الأسئلة الدكتورة عاتكة بري مسؤولة قسم الطب الوقائي في وزارة الصحة التي قالت في حديث لـ “هنا لبنان” أن مرض “الصفيرة أ” موجود في لبنان منذ سنوات، وتسجل وزارة الصحة سنوياً حالات عديدة منه في أكثر من منطقة لبنانية.

وأضافت، أن فترة حضانة المرض تتراوح بين أسبوعين إلى نحو ٥٠ يوماً، وبالتالي فإن الحالات التي تسجل اليوم قد التقطت العدوى منذ أسابيع.

أما عن أعراض المرض فهي تختلف لدى البالغين عن الأطفال. وهي تتلخص عادة بحمى وإسهال ويرقان (صفيرة) لدى البالغين الذين هم أشد عرضة لمضاعفات المرض. أما لدى الأطفال فالأعراض عادة خفيفة. وقد تكون معدومة في بعض الحالات خاصة لدى الرضع.

أما عن كيفية انتقال العدوى وسبل الوقاية من هذا المرض، أكدت بري أنها طريق انتقالها برازي فموي وبالتالي فإن اعتماد الإجراءات الوقائية يعتبر أساسياً للحد من تفشي المرض. وتتلخص أساليب الوقاية بالنظافة الشخصية خاصة غسيل الأيدي قبل تناول الطعام وبعد استعمال المرحاض وبعد تغيير حفاضات الأطفال. وكذلك باستعمال المياه النظيفة والتخلص الآمن من الفضلات الصلبة والسائلة.

وعن كيفية انتشار المرض، أوضحت بري أنه وبعد دراسة الوضع الوبائي للمناطق التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد المرضى، تبين أنه من المرجح أن انتشار المرض ناتج عن التردي في البنى التحتية مما أدى إلى اختلاط مياه الشفة ومياه الصرف الصحي، وهذا ما يجب إصلاحه بأسرع وقت ممكن للحد من ظاهرة انتشار أخرى في مناطق أخرى. وأضافت بري أن وزارة الصحة وبالتعاون مع السلطات المحلية، تقوم بمتابعة تأهيل البنى التحتية وتعقيم مصادر المياه بصورة دورية. كما تقوم الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية بإجراء ندوات توعوية للأهالي حول كيفية الوقاية من المرض وتعقيم المياه بواسطة الكلور.

أما عن اللقاح، أوضحت بري أن لقاح “الصفيرة أ” ليس من ضمن لقاحات الرزنامة الوطنية للتلقيح، بل هو اختياري، وحالياً تسعى وزارة الصحة إلى توفيره بالتعاون مع المنظمات الدولية لاستعماله خلال فاشيات مماثلة، ويمكن لمتلقي اللقاح أن يصاب بالمرض وذلك يعود للمناعة الشخصية لكل إنسان، ولا داعي للهلع.

إذاً، إهمال الدولة صب مرة جديدة في صحة المواطن الذي ضاق ذرعاً من الإهمال والمرض. فهل سنشهد خطوات جدية لإصلاح البنى التحتية وتجهيزها إضافة لإقامة خلايا أزمة تلاحق الأزمات المستجدة وتساعد وتعوض المواطنين؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us