الكلفة التشغيلية تنهك الفنادق
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
كل المؤشرات تدل على أن لبنان مقبل على موسم سياحي واعد خلال “الصيفية”، بدخول أكثر من 3 مليارات دولار إليه عبر توافد مليون و200 ألف سائح، 75% منهم من اللبنانيين المغتربين و25% من الأجانب بالدرجة الأولى من مصر والأردن والعراق ثم الدول الخليجية.
وبعد أن كانت المؤسسات الفندقية تعمل على قدم وساق استعداداً لاستقبال السياح وبدء موسم سياحي ينطلق خلال شهر تموز، جاء هم تأمين الكهرباء والمياه على عاتق كل فندق ليخلط الأوراق، فما عاد معروفاً تأثير هذه الأحداث على القطاع؟ وما سيترتب عنها؟ فهل ستتمكن الفنادق من تأمين الماء والكهرباء على مدار الساعة؟
قطاع الفنادق يترنح تحت تأثير ضربات عديدة تأتيه من كل حدب وصوب، وثمّة إغلاق غير معلن لقسم كبير منها. يكفي أن يهاتف أحدهم فندقًا ما لتأتي الإجابة على هيئة: “بعتذر أستاذ الحجوزات مفولة”، تلك الإجابة باتت “المخلص الوحيد” للكثير من الفنادق حتى لا تعترف بإغلاقها ربما ينتظرون تراجع الكلفة التشغيلية ليعاودوا فيها عملهم، فأصحاب الفنادق فضلوا الإقفال بشكل مؤقت.
صاحب إحدى الفنادق الصغيرة في منطقة عاليه يوضح لـ “هنا لبنان” أن وضع القطاع سيئ للغاية وكلفة التشغيل ارتفعت كثيراً، فبعد الأزمات المتتالية التي أثرت على عملنا أتت أزمة تأمين المياه والكهرباء على عاتق كل فندق التي تستهلك 40% من إيراداته فأرهقت أصحابها وزادت من معاناتهم، ما دفع الكثير من الفنادق إلى اتخاذ قرار الإقفال المؤقت ريثما يتم التوصل إلى حلول عادلة.
في المقابل، يشير رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر إلى أن ما يتم تناقله عن أن ارتفاع الكلفة التشغيلية للفنادق أدى إلى إقفال عدد كبير منها غير دقيق، لا بل وهناك الكثير من الفنادق التي استأنفت عملها خلال موسم الصيف باستثناء الفنادق التي تضررت من جراء انفجار المرفأ في 4 آب، والذي أدى إلى تضرّر أكثر من ألفي غرفة فندقية بشكل كلي أو جزئي، ولا يزال القطاع يعاني حتى اليوم مع شركات التأمين، لافتاً إلى أن المسؤولين حتى اليوم لم يسألوا عن وضع الفنادق أو يحاولوا تقديم الدعم والمساعدة للقطاع.
ويوضح الأشقر أن الفنادق الكبرى الموجودة عند الواجهة البحرية والوسط التجاري وعددها 10 والتي لا تزال مقفلة حتى اليوم ومنها فينيسيا، مونرو، هيلتون، رامادا، لو غراي سببها انفجار المرفأ وليس ارتفاع الكلفة التشغيلية.
أما خارج العاصمة فهناك العديد من الفنادق الصغيرة التي أغلقت أبوابها بفعل الأزمات وعادت لتستأنف عملها خلال موسم الصيف.
وبحسب الأشقر “لبنان أمام فرصة حقيقية لالتقاط أنفاسه خلال موسم الصيف، حيث سيصل إلى مطار بيروت 15 ألف وافد يومياً معظمهم من المغتربين اللبنانيين”.
وعن أرقام الحجوزات في الفنادق يقول: “لا أرقام واضحة للحجوزات في الفنادق، وهي لا تزال خجولة نوعاً ما، لا يمكننا جزم تراجعها فعادة ما يصل اللبناني إلى بلده وبعدها يبدأ التخطيط لمشاريعه، وقد نشهد اتجاهًا كبيرًا نحو المناطق الجبلية خلال شهري تموز وآب بسبب العتمة وإنقطاع التيار الكهربائي في العاصمة.
ويعلق الأشقر آماله على السّياحة الداخلية التي ستشغّل المناطق خارج بيروت لأن معظم السياح القادمين من العراق ومصر والأردن سيقيمون في بيروت، ما يستدعي الاتكال على تفعيل السياحة الداخلية على الخط البحري خارج بيروت مثل جونية وجبيل والبترون ومناطق جبل لبنان من إهدن إلى جزين.
أصحاب المؤسّسات السياحية والفندقية يواجهون تحدّيات عدة، ولكن يبقى همهم الأساسي خدمة زبائنهم وتأمين كافة أنواع الخدمات مهما ارتفعت أسعارها، فنجاح الموسم الذي يُعتبر في غاية الأهميّة سيعيد الثقة بلبنان والمؤسسات السياحية وسيسهم في تشجيع البنك الدولي على المساعدة بعد توقيع الاتفاق الاولي معه ويحفز مؤسسات عالمية أخرى على مساعدة البلد الغارق بالأزمات.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |