لبنان يسقط مجددًا في الامتحان العربي
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان” :
مَن يتذكَّر أزمة لبنان مع دول مجلس التعاون الخليجي مطلع هذه السنة؟ وكيف أن لبنان تعهَّد بمعالجة ما يسيء إلى العلاقة اللبنانية – الخليجية؟
كان الاختبار الأول عند انعقاد مؤتمر للحوثيين في أحد فنادق العاصمة، احتج اليمن فألغي المؤتمر، ثم اعترض اليمن على قنوات تلفزيونية حوثية تبث من الضاحية الجنوبية، وعد وزير الداخلية بمعالجة الموضوع وطلب تقريرًا بالمخالفات.
بعد خمسة أشهر على الوعد، يفجِّر وزير الخارجية اليمني، أحمد عوض بن مبارك، قنبلة الإستهتار والإستخفاف اللبنانييْن، حملَ معه إلى بيروت، على هامش الاجتماع التشاوري الوزاري الذي عقد في بيروت، ملفاً دسماً ينتقد تدخلات حزب الله في أزمة اليمن، ومطلباً بموقف لبناني فعلي بوقف بث فضائيات الحوثيين التي تستضيفها الضاحية الجنوبية لبيروت بغطاء من حزب الله.
يغمز الوزير بن مبارك، في مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط”، من قناة الإجراءات التي قام بها وزير الداخلية بسام مولوي، الذي أعلن في شباط الماضي عن طلبه “التقصي حول هذه المحطات ومشغليها تمهيداً لاتخاذ إجراءات بحقها”، لكنه يقول إن هذه الإجراءات بقيت حبراً على ورق، ولم يتم القيام بأي مسعى لتنفيذها. ويضيف: “لا نفهم أن تكون هناك قنوات تحض على الكراهية وتجند الشباب للقتال وتضر بالعلاقات العربية وليس اليمن فقط، بل تضر بلبنان أولاً وبعلاقته بمحيطه العربي”.
سياسة الاستخفاف التي يمارسها المسؤولون اللبنانيون حيال تجاوزات لم يعد بالإمكان السكوت عنها، ستوصِل العرب إلى فقدانهم كليًا الثقة بلبنان، فإذا كانت السلطة لا تستطيع معالجة فضائيتين حوثيتين تبثان من الضاحية الجنوبية، فعن أي دولة قانون يتحدثون؟ ثم أين الوزارات والإدارات والمجالس المعنية لا تتحرك ولا تأخذ موقفًا؟ من وزارة الإعلام إلى المجلس الوطني للإعلام إلى لجنة الإعلام النيابية إلى وزارتَي الداخلية والخارجية؟ عن أي سيادة وعن أي معالجة يتحدثون؟
مرَّة جديدة يثبت بالملموس أن السلطة في لبنان لا تتمتع بأي صدقية.
والأخطر من كل ذلك أن الدولة اللبنانية باتت مكشوفة أمام الجميع بمعنى أن القاصي والداني بات يعلم أن السلطة في لبنان تواجه “فائض القوة” لدى حزب الله بـ “فائض عجز”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |