العراق… بين قم والنجف
كتب المحرر السياسي:
انفجرت الأزمة العراقية مطلع الأسبوع بعد اختيار تحالف قوى الإطار التنسيقي برئاسة نوري المالكي رئيس الحكومة السابق المحسوب على إيران، محمد شماع السوداني لرئاسة الحكومة. والمعروف أنّ العراق لم تنتخب بعد رئيساً للجمهورية ولم تشكل حكومة جديدة بعد الانتخابات النيابية الاخيرة بعد مرور المهل الدستورية وذلك بسبب الخلاف المستحكم بين القوى الوطنية والقوى المحسوبة على إيران. تطالب القوى الوطنية بنزع سلاح الميليشيات وحصر السلاح بيد الجيش وإنهاء حالة الحشد الشعبي، في رسالة واضحة لإيران بأنّ العراق تسعى لأفضل العلاقات معها ولكن ترفض أيّ تدخل لطهران في شؤونها الداخلية.
لقد اقتحم أنصار مقتدى الصدر المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان ردًّا على اختيار السوداني لرئاسة الحكومة ورفعوا شعار”إيران برا برا والعراق حرة حرة” في رسالة واضحة لرفض الهيمنة الإيرانية. وقد وصل من إيران قائد فيلق القدس اسماعيل قاآني وعقد اجتماعات بقيت بعيدة عن الأضواء ثم عاد وسط معلومات عن رغبة في تهدئة الوضع بعدما أخذ الصراع منحى “شيعياً شيعياً بين شيعة قم الإيرانيين وشيعة النجف العراقيين”. لقد حصلت التطورات عشية الاجتماع المتوقع بين وزيري خارجية السعودية وإيران في بغداد وتوقع صدور بيان إيجابي يعكس صورة التفاهم بعدما أعلن وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان أنّ السعودية أبلغته استعدادها للاجتماع وأن أجواءها إيجابية. إنّ إيران تحرص على الاستقرار والهدوء وفتح صفحة جديدة مع جيرانها وفق ما يقول عبد اللهيان، لذلك لا بد من تهدئة الوضع في العراق والانتقال إلى تطبيق الآلية الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة. مع الإشارة إلى أنّ ما يجري في العراق ستكون له تداعياته على الوضع في لبنان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نديم الجميّل: على الحزب الاعتراف بأنه أخطأ بكل السردية | السعودية تُحبط محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب الكبتاغون | الجيش الإسرائيلي: قوات الفرقة 98 تواصل العمل في جنوب لبنان.. وهذا ما رصدته |