كل عيد وأنت بخير يا وطن
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان” :
يحل العيد السابع والسبعين للجيش، والبلاد تتخبط في أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية لم يشهد لها مثيل. وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات، لا تزال المؤسسة العسكرية تدافع وبشراسة عن كل شبر من الأرض، وعن كل نقطة ماء من بحره.
هذا الجيش الذي يعاني كغيره من أزمة الرواتب وانهيار قيمة الليرة اللبنانية وانتفاء الدعم واختفاء اللحوم من غذائه، وتراجع في الطبابة، لا يزال المدماك الوحيد والأمل الوحيد الذي يقوم عليه لبنان، في حفظ الأمن والمحافظة على ما تبقى في البلاد المأزومة.
كيف لا، ومتى ما “حزّت المحزوزية” تكون أولى الحلول بيد الجيش، فهو المرابط على الحدود، والرادع للعدوان، وقف أمام محطات البنزين لحماية النفوس، وضبط الأفران لتأمين لقمة العيش، ومستعد لأي مهمة توكل إليه، منعاً لإراقة مزيد في الدماء في سبيل تأمين حياة كريمة لكل مواطن.
في المقابل، قد يكون هذا الجندي اليوم في أمسّ الحاجة إلى عيش كريم، هو من لم يشهد راتبه أي زيادة تذكر، منذ بدء الأزمة حتى اليوم، يحتاج في هذا العيد إلى لفتة من القيادات، وإلى مساعدة مادية تنقذه وعائلته من الجوع. هذه المؤسسة تحتاج إلى مزيد من الثقة، لتعيد إلى أحضانها أبناءها الذين رحلوا عنها لا طمعاً بالمال بل خوفاً من الموت والجوع.
هذه المؤسسة التي لم تبخل يوماً بالغالي والنفيس لتقدمه على مذبحة الوطن، هي اليوم الثابت الوحيد في هذا الانهيار، وهي البعيدة كل البعد عن التشرذم والانقسام، على عكس ما تسعى إليه مافيات السياسة ومن يريدون شراً لهذا الوطن.
في العيد السابع والسبعين، ونحن نحتفل بتخريج باقة جديدة من خيرة شبابنا، لينضموا إلى المؤسسة ضباطاً ترفع لهم القبعة!
لا يسعنا إلا أن نعتذر منكم لأنه وبعد سبعة وسبعين عاماً، ما زال لبندقيتكم شريك غير شرعي، يسلب منكم شرف الدفاع عن الأرض والتضحية في سبيلها، ويسرق فرحة الانتصار في كل مرة تثبتون أنكم الأجدر في حفظ هذه الأرض من مغتصبيها بصفقات سياسية تضيع فرحتكم وتحولها إلى انتصار وهمي لكم.
أيها العسكريون، في هذا العيد المجيد، وعدنا لكم أن تبقوا وحدكم حامين لهذا الوطن، وأن نعمل معكم جيشاً وشعباً ومؤسسات للحفاظ على هذه الأرض المقدسة، وهذا البلد الحبيب وأن نكون الحامي لكم في وجه أي عدوان، فأنتم فخرنا وعزتنا ونحن سيوف في خاصرة كل من سيحاول الاعتداء عليكم.