الأوروغواي… مصنع المهاجمين

رياضة 1 آب, 2022

خاص “هنا لبنان” –  كتابة موسى الخوري:

انطلقت مباريات السوبر التي تجمع أبطال الدوريات مع حاملي الكأس في بلادهم إيذانًا ببدء موسم كروي جديد يفترض أن يكون واعدًا خصوصًا أنه النافذة الأخيرة قبل انطلاق نهائيات كأس العالم في قطر بعد بضعة أشهر. وقد استمتع الجمهور بمباراة من النوع السوبر وكانت اسمًا على مسمى بين قطبي الكرة الإنكليزية وأسيادها في السنوات الخمس الأخيرة ليفربول ومانشستر سيتي، وقد كانت الغلبة للفريق الأحمر بعد أداء جيد خصوصًا من مهاجم الريدز الجديد الأوروغوياني داروين نونيز الذي سجل هدف الختام كذلك بعد أن كان له الفضل في استحصال فريقه على ضربة جزاء قبل دقائق المباراة الأخيرة.

بعد هذا الأداء الممتاز الذي استحق من خلاله نونيز لقب نجم اللقاء، عادت بي الذاكرة إلى كوكبة من نجوم الأوروغواي، هذه الدولة الصغيرة نسبيًا والتي تقع في قارة أميركا الجنوبية والتي تعتبر من كبرى منتخبات كرة القدم بالرغم من غيابها عن منصات تتويج كأس العالم بحيث فازت بآخر لقب من لقبيها قبل ٧٢ عامًا. على المستوى القاري، الأوروغواي هي أفضل منتخبات القارة اللاتينية إلى جانب البرازيل والأرجنتين. ويكفي القول أن الأوروغواي هي صاحبة الرقم القياسي بالفوز في مسابقة كوبا أميركا القارية مشاطرة مع الأرجنتين بـ ١٥ لقبًا لنعرف أن منتخب “السيليستي” منتخب مقدام ومنافس ويعرف كيف ينتزع البطولات ويقارع الكبار.

مع أن الاوروغواي مرت بفترات انعدام وزن وتراجع في المستوى وتحديدًا في الفترة الممتدة بين كأس العالم ١٩٧٠ و١٩٨٦، بحيث لم يتأهل منتخبها لثلاث بطولات متتالية. وبين المكسيك ٧٠ والمكسيك ٨٦، كانت الأوروغواي تكتفي بالبروز على مستوى القارة من خلال منتخب بلادها (فازت بلقب عام ١٩٨٣) وناديي بينارول وناشيونال اللذين يبليان البلاء الحسن في مسابقات الأندية كالليبرتادوريس والسود أمريكانا.

صحيح أن الأوروغواي موصومة باللعب الخشن وأنّها تملك خيرة المدافعين وحراس مرمى بارزين على المستويين القاري والعالمي، إلّا أنّ مهاجمي هذا البلد نجوم عالميين كانوا وما زالوا يزينون الملاعب العالمية ويطربون الجماهير بأجمل الأهداف.

ولأن أرشيف الكرة غني بالذكريات، سأعود بالذاكرة إلى حقبات شهدت تألق كوكبة من نجوم الهجوم في منتخب الأوروغواي والذين أمتعوا الجماهير وأغنوا ملاعب الكرة بمواهبهم.

كأس العالم ٨٦ لم يشهد على نتائج باهرة للمنتخب الأوروغوياني ولكن كان مناسبة لبروز مهاجمين من الطراز الرفيع وعلى رأسهم انزو فرانشيسكولي الذي أدهش الجميع بمراوغاته وحرفيته في مواجهة الخصوم. وسرعان ما تحركت أندية أوروبا للظفر بمواهب فرانشيسكولي الذي لعب في فرنسا وإيطاليا. زميل فرانشيسكولي كارلوس اغويليرا كان أيضًا من أخطر لاعبي الهجوم في أمريكا الجنوبية وكان بعبع الحراس الذين كانوا يهابون هذا المهاجم الفذ صاحب التسديدات الرائعة. أما بالنسبة للمهاجم الثالث المخضرم انطونيو الزاميندي فهو كذلك نجح في فرض نفسه سواء على صعيد المنتخب أو بالنسبة للأندية التي لعب لها.

بداية التسعينات شهدت بروز المهاجم دانيال فونسيكا. الذي تألق في الدوري الإيطالي مع كل من كالياري ونابولي وروما. بعد فونسيكا، جاء دور مارسيلو زالاييتا الذي كان خير سفير لبلاده مع الأندية الإيطالية وخصوصًا نادي السيدة العجوز جوفنتوس.

عام ٢٠١٠ كان عامًا ممتازًا بالنسبة للكرة الأوروغوايانية حيث سجلت عودة المنتخب إلى المربع الذهبي لكأس العالم بعد أداء مميز لجميع عناصر الفريق. ولكن الهجوم المكون من دييغو فورلان، أفضل لاعب في البطولة يومها وزميليه الشابين لويس سواريز وادينسون كافاني أمتع الجمهور بكرة جميلة وواقعية وفرض هؤلاء وجودهم وأعادوا الهيبة لمنتخب كان يبحث عن مجده الضائع.

واليوم، مع داروين نونيز، يأمل الأوروغوايانييون بتثبيت أقدام منتخبهم ولم لا تحقيق مفاجأة والعودة بالكأس إلى البلاد بعد انتظار دام ٧٢ عامًا.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us