العراق… نموذج الحل
كتب المحرر السياسي:
سأل صحافي أميركي الرئيس كميل شمعون خلال الحرب اللبنانية عام 1975 هل التقسيم هو صيغة حل اللازمة في لبنان؟ فأجاب شمعون: لمعرفة ما يجري في لبنان والمنطقة عليك مراقبة ما يجري في العراق، إن أيّ حل في المنطقة ينطلق من النموذج العراقي.
إنّ ما يجري في العراق اليوم يعكس المعادلة التي يتم العمل بموجبها وهي إنهاء أيّ تواجد للنفوذ الإيراني خارج حدود إيران.
وكانت تطورات العراق قد قلبت الطاولة، علماً أنّ هنالك تنسيقاً سعودياً أميركياً بمنع تمدّد النفوذ الإيراني في المنطقة.
إنّ ما يجري في العراق يحمل إيران على التراجع عن مطالبها وشروطها التي تستخدمها لتعزيز دورها التفاوضي في الملف النووي بعدما تبين وفق الأوساط الدبلوماسية أنّ وضعيتها في الملف غير سليمة. إنّ ما يحصل في العراق استباقاً للاجتماع السعودي الإيراني قد ينعكس على نتائج هذا الاجتماع الذي لم يحدد موعده بعد بانتظار انتهاء المواجهات في بعبدا. فهل يعقد الاجتماع أم يرجأ إلى موعد يحدّد لاحقاً؟
إنّ في العراق أزمة سياسية، فالقوى السياسية لم تتمكن من انتخاب رئيس للجمهورية ومن تعيين رئيس للحكومة. كما باءت الزيارة المفاجئة، التي قام بها قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى بغداد بعد اقتحام جماعة مقتدى الصدر المنطقة الخضراء ومبنى مجلس النواب، بالفشل فلم يتمكن من إعادة الهدوء إلى بغداد ومنع الفتنة والحرب الشيعية بين شيعة العراق (التابعين لمرجعية النجف) وشيعة إيران (التابعين لمرجعية قم). إنّ جماعة الصدر يتوعّدون ولن يتراجعوا إلّا إذا تمّت تلبية مطالبهم وشروطهم. إنّ العراق ليس ضد إيران، إنّه معها في إيران وليس في العراق كما يقول مناصرو مقتدى الصدر الذين رفعوا صور المرجع الشيعي الأعلى في الطائفة الشيعية علي السيستاني.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |