فصل آخر من مأساة الرابع من آب.. لارا الحايك في غيبوبةٍ منذ عامَين
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:
خرجت من بيتها الكائن في الأشرفيّة يوم الرابع من آب 2020 قاصدةً أصدقاء لها، لكنّ انفجار مرفأ بيروت باغتها بعصفه عند مدخل المبنى، فوقعت أرضاً مضرّجةً بدمائها.
نُقلت إلى مستشفى الجامعة الأميركيّة على وجه السرعة، وكانت لا تزال واعيةً والجراح العميقة تغطّي رأسها ووجهها.
في نفس الليلة، فقدت وعيها تماماً ودخلت في غيبوبةٍ كاملةٍ دامت حتّى يومنا هذا.
سنتان مضتا على مأساة عائلتها، وهي تنتظر بين اليأس والأمل مصير الابنة الضحيّة لارا الحايك.
قابلنا السيدّة نجوى وهي والدة لارا، فشرحت لنا وضع لارا الحالي وتفاصيلَ عن بداية إصابتها والمستشفيات التي نُقلت إليها، تقول:
“منذ إصابتها في الرابع من آب 2020، مكثت لارا في الجامعة الأميركيّة شهرَين ثمّ نقلناها إلى مستشفى بحنّس ولا تزال هناك. وضع لارا في تدهورٍ صحّيٍّ منذ سنتين وحتّى اليوم، فهي في غيبوبةٍ بسبب تضرّر أجزاء وخلايا الدماغ ووضعها الصحّي لا يتحسّن، وباتت كتلتها العضليّة ضامرةً لأنّها نائمة كما أنّ عظامها تتيبّس، وردّات فعلها العصبيّة تتباطأ. وآخر التقارير الطبيّة تصف وضعها بالسيّئ. وهي اليوم في سنّ الثالثة والأربعين”.
وعن تكاليف الاستشفاء، تقول والدة لارا:
“منذ إدخالها للمستشفى، لم تعمد الدولة والجهات الرسميّة إلى مدّ يدها إلينا على الإطلاق، علماً بأنّ تكاليف العلاج باهظة جدّاً والعناية الطبيّة في مستشفى بحنّس ممتازة. ولكن، في مرحلةٍ ما قدّمت إحدى منظّمات المجتمع المدني مساعدةً لنا، كما أنّ الإعلامي مالك مكتبي أطلق حملةً للمساعدة مشكوراً.
لكنّ الأحوال الماديّة عموماً وارتفاع سعر الدولار حالا دون استمرار المساعدات الإنسانيّة. وبالنتيجة، نحن نتحمّل القسم الأكبر من تكاليف علاج لارا مع أنّها تكاليف هائلة”.
وبسؤالها عن حالاتٍ أخرى تشبه حالة لارا، تؤكّد والدتها أنّ:
“هناك حالة غيبوبةٍ لفتاةٍ من آل شعيتو، أصيبت في الرابع من آب 2020، وهي لا تزال راقدةً في مستشفى الجامعة الأميركيّة في بيروت”.
وتختم الوالدة المكلومة قائلةً:
“في البداية لم أتقبّل ما حدث لابنتي لارا، ومع مرور الوقت أصبحت أتفهّم وضعها علميّاً وطبيّاً، وأدركت أنّها في وضعٍ ميؤوسٍ منه. لكنّي لا أزال أعتمد على الإيمان والصبر”.
وعلى الرغم من مأساتها وفاجعتها، لا تحمّل السيّدة نجوى أحداً مسؤوليّة هذه الجريمة الكبرى، وتوكل أمرها للعناية الإلهيّة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |