عامان على الفاجعة.. الجرح يواصل النزف والعين على العدالة
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
4 آب 2020 – 4 آب 2022 عامان مرّا على الجريمة التي هزت العالم، جريمة انفجار مرفأ بيروت، التي اعتبرت واحدة من أكبر الانفجارات دماوة وثاني أكبر انفجار في العالم.
عامان وجرح أهالي شهداء انفجار المرفأ لا يزال ينزف، والعين لا تزال تدمع في كل مناسبة وعند كل طلعة شمس. كيف لا ومن مات وأصبح تحت التراب، ترك جرحاً لا يندمل، في وقت يسعى الأهل إلى معرفة الحقيقة لتضميد هذه الجراح، ومحاسبة من أفقدهم قطعة من أجسادهم.
كارين حتّي كان لها النصيب الأكبر من هذه الفاجعة، فهي خسرت الزوج والأخ وابن العم، في يوم واحد، فماذا تقول بعد عامين على الفاجعة؟
“لو مرّ عامان على التفجير، إلّا أنّنا لا نزال نقف في 4 آب 2020، ولن يتغير شيء في داخلنا قبل معرفة الحقيقة”، هكذا تبدأ حتي حديثها لـ “هنا لبنان” مشددة على أنّ هؤلاء الشهداء هم من يساند أهلهم في تخطّي هذه المحنة، وللوصول إلى الحقيقة.
حتي أكدت أنه وعلى الرغم من مرور عامين على الفاجعة، إلّا أنّ الأهالي لا يزال لديهم الإيمان الكافي بالقاضي طارق البيطار وبقدرته على الوصول إلى الحقيقة، مشددة على أنّه في المقابل، لا يمكن الاستمرار في عملية المراوحة والانتظار في وقت أنّ المجرمون يسرحون ويمرحون ويحاولون الاحتيال على القانون لتوقيف القاضي البيطار عن عمله.
وقالت: “ما نسعى إليه اليوم هو الوصول إلى لجنة تقصّي حقائق مع النواب اللبنانيين والأمم المتحدة، والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، للوصول إلى الحقيقة المطلوبة، وهي ستعمل بالتوازي مع القاضي بيطار، إلّا أنّ عملها سيكون بعيداً عن الضغوط التي تمارس عليها.”
وعن المعطيات المتواجدة لدى الأهالي، أكّدت حتي أنّ التحقيقات تبقى سرية، والأهالي لا يريدون استباق لجنة تقصي الحقائق والقرار الظنّي الذي قد يصدر عن القاضي بيطار، بل سننتظر أيّ تقارير رسمية للتحرك على أساسها.
وعن شعورها عندما رأت الأهراءات تتهدم، تمنت حتي أن لا يخسر أي إنسان حياته بعد اليوم نتيجة الإهمال الحاصل في المرفأ، مشيرة إلى أنّه لو انهدم قسم منها إلّا أنّ قسماً آخر لا يزال صامداً، والهدف من إبقائها ليس إلحاق الضرر بأيّ شخص، بل لتبقى في الذاكرة الجماعية للشعوب، وتخلّد المجزرة التي حصلت بحق الشعب اللبناني، مشددة على أنّه ممنوع على أيٍّ كان أن يدخل ويعمد إلى هدم الأهراءات بالقوة قبل الوصول إلى الحقيقة أو الوصول إلى القرار الظنّي أقله.
مواضيع ذات صلة :
“عائلات بأكملها”.. قصص مأساوية لضحايا تفجير إسطنبول |