سبب فقدان حليب الأطفال من الأسواق اللبنانية: هل من حلّ قريب؟


كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:

لم يتبق لطفلي البالغ من العمر 8 أشهر إلا مقدار وجبة واحدة من الحليب، شهر بأكمله وأنا أبحث في صيدليات بيروت عله يحالفني الحظ وأحصل على علبة، الجواب واحد لدى الجميع: الحليب مفقود بسبب إضراب موظفي الدولة، الشركات لا تسلمنا والبضائع مكدسة في المرفأ.

أما مروة فأمضت أياماً تجول في منطقة طرابلس بحثاً عن حليب لطفلتها ابنة الـ 5 أشهر دون جدوى، وتقول: أعيش حالة هلع يومية، أتواصل مع أصدقاء من كل المناطق اللبنانية، من جبيل وبيروت وصيدا لأوصيهم بالبحث بطريقهم في الصيدليات عن حليب لابنتي إن توفر، أشعر أنني عاجزة ومكبلة اليدين، أعلم أن الحليب موجود، ولكن محتجز ولا يمكنني مطالبة أحد”.

فيما تخرج عايدة من إحدى الصيدليات في منطقة الضاحية الجنوبية وبعينيها خيبة أمل: “لم أجد حليب لإبن أختي المولود حديثاً، سألت في 10 صيدليات عن صنف بديل ولم أجد”.

تنقّل “هنا لبنان” بين شوارع بيروت وزار صيدلياتها، وأجمع العاملون فيها أن الحليب مفقود من الصيدليات، إذ يضطر الآلاف لزيارة أكثر من صيدلية بحثاً عن صنف معين.

بينما توضح مهى صاحبة إحدى الصيدليات أنهم يواجهون أزمة فقدان الحليب منذ شهرين وتحديداً مع بدء موظفي القطاع العام تنفيذ إضرابهم المفتوح، الشركات لا تلبي كما كانت في السابق وهذا الشيء يخلق أزمة مع الناس”.

وتقول: “عبوات الحليب مكدسة في المرفأ بانتظار إنجاز المعاملات من قبل الموظفين، أيُعقل أن يبقى مصير أطفال لبنان معلقاً بإضرابهم؟ فليبعدوا الطفولة عن تصفية حساباتهم، مشاهد الأمهات والآباء الذين يقصدون الصيدلية يومياً بحثاً عن الحليب تهتز لها القلوب وتدمع لها العيون”.

واقع يعكس الأزمات التي يعيشها اللبنانيون مع الانقطاع المستمر للمواد الأساسية من الأسواق، وحليب الأطفال في مقدمتها، فعلبة الحليب – الحلم، هي فصل من فصول الدراما اليومية التي يعيشها اللبناني، وفقدانها من الصيدليات والمتاجر سببه توقّف إخراج مئات المستوعبات الملأى بعلب الحليب المستوردة لصالح الشركات، والمكدّسة في باحات مرفأ بيروت، نتيجة إضراب موظّفي الإدارة العامّة الذي يعيق إنجاز المعاملات.

المواطنون غاضبون من انقطاع حليب الأطفال والصيادلة يشكون من نقص التسليم ويبكون على أحوال الناس، وليس بيد أحد حيلة وسط غياب تام للدولة التي لم تسأل عن أحوال المواطنين يوماً.

وقد علم “هنا لبنان” أنّ كميات من حليب الأطفال ستوزع على الصيدليات خلال اليومين المقبلين بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة بإخراج حاويات الحليب من المرفأ.

وهنا تتساءل الصيدلانية مهى:”هذه العبوات مكدسة في المرفأ منذ أكثر من شهرين، ما يطرح تساؤلاً حول مدى إستيفائها لشروط سلامة الغذاء، داعية وزارة الصحة للكشف عنها والتحقق من جودتها قبل تسليمها للشركات”.

وتختم: “نحن نشعر بموظفي الدولة ونؤيد مطالبهم وضرورة إقرار موازنة العام 2022 لإنصافهم ورفع الغبن عنهم وتحسين مداخيلهم التي سحقت جراء إنهيار العملة الوطنية، ولكن لا يجوز أن يكون ذلك على حساب صحة اطفالنا”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us