علاقة خفية وضربة خاطفة واستهداف شخصيات.. هل تندلع الحرب بين “إسرائيل” وإيران؟
في ظل ارتفاع منسوب التوترات في المنطقة مع وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، رأى الخبير في الشؤون الإيرانية فكري سليم، أنّ التهديدات المتبادلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران ليست سوى أوراق ضغط، مؤكدا أن الأمور لن تتطور إلى حرب شاملة.
ولفت سليم في حديث مع “RT” إلى أن “المتابع للعلاقات الخفية بين إيران وإسرائيل منذ قيام ثورة 1979، ودعم مؤسسات حقوق الإنسان الأميركية -خاصة مؤسسة كارتر لحقوق الإنسان- لتلك الثورة، والإطاحة بشاه إيران، وشراء إيران أسلحة من إسرائيل إبان الحرب العراقية الإيرانية وهو ما يعرف بـ”إيران جيت”، والتعاون والتنسيق بين إيران والولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، يجد أن مثل هذه التهدايدات المتبادلة ما هي إلا أوراق ضغط، يراد من ورائها تحقيق مكاسب على أرض الواقع على خلفية الصراع الدائر في المنطقة العربية كما هو الحال في سوريا على سبيل المثال”.
وقال الباحث: “لعل الحديث عن شروط جديدة للإدارة الأميركية للعودة إلى الاتفاق النووي، ومن بينها مناقشة برنامج الصواريخ الباليستية وعدم تدخل إيران في الشؤون الداخلية لدول الجوار لزعزعة استقرارها، هو النقطة الأساسية لتفسير هذه الاتهامات المتبادلة”.
وتعليقا على تصريحات الإسرائيليين التي وصفت عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي الإيراني بالـ”خطأ”، قال سليم إن “الأمر لا يعدو كونه ورقة ضغط على الإيرانيين لقبول ما سيطرح أثناء مناقشة بنود جديدة للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، لكن الإيرانيين يدركون هذا الأمر وبالتالي فإن التصريحات الإيرانية تستبق الأحداث وترمي بالكرة في الملعب الأميركي، إذ تقول إن على الأميركيين عدم فرض شروط على إيران إن أرادوا عودة إيران للاتفاق النووي، بل إنهم رفعوا نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 20 % ووعدوا بزيادة هذه النسبة، ورفضوا مناقشة البرنامج الصاروخي الإيراني، واتهموا إسرائيل بالعمل على تقويض نظام الحكم في إيران”، وفق تعبيره.
وقال: “بناء على ما تقدم، فإن إسرائيل لن تدمر إيران ولا إيران ستمحو إسرائيل، بل هي تهديدات مكررة منذ أربعين عاما، ولا يستطيع أي من الطرفين القيام بعمل عسكري شامل ومباشر ضد الآخر، إلا إذا كان هجوما إلكترونيا على مواقع نووية إيرانية لتحجيم البرنامج النووي الإيراني، أو ضربة خاطفة على مواقع إيرانية أو استهداف شخصيات مهمة من النظام الإيراني أو داعمة له في المكان الوقت المناسب. وبالتالي فسيأتي الرد الإيراني ليرفع وتيرة العمليات في بلاد عربية عن طريق أفراد أو طائرات مسيرة لزيادة التوتر والإضرار بالمصالح الأميركية الداعم الأساسي لإسرائيل”، بحسب ما قال.
وختم الخبير بالقول إن “خيار الحرب بمعناها الشامل مستبعدة، إلا إذا كانت هناك رغبة تحقق حلم الحالمين بزعزعة استقرار ما بقي من دول المنطقة واستفحال الإرهاب فيها”، بحسب ما جاء على لسانه.
مواضيع ذات صلة :
مسؤول لبناني يكشف لـ”رويترز” أبرز تعديلات لبنان على الورقة الأميركية | غالانت يرد على خطة إسرائيلية في غزة | لأول مرّة.. استهداف مجرى نهر الليطاني بمناطق البقاع الغربي |