فيينا متعثرة… وخلافة المرشد مطروحة
كتب المحرر السياسي:
تضاربت المعلومات حول اجتماعات فيينا، ففي حين اعتبرت أوساط غربية تجاوب إيران مع الدعوة الأوروبية لاستئناف الاجتماعات خطوة حسن نية، طالبت إيران برفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب، وعدم خروج أميركا لاحقاً من الاتفاق، ورفض ربط الصواريخ الباليستية ونفوذ إيران في المنطقة بالاتفاق.
بالمقابل تكشف أوساط مراقبة أن واشنطن لا تزال على موقفها ولن تتراجع عنه، ودعت إيران إلى الموافقة على مشروع ورقة الاتفاق الأوروبي دون نقاش.
فيما ترى أوساط دبلوماسية أن فيينا لا تزال متعثرة بانتظار الموقف الإيراني. لقد سبق لإيران أن راهنت على أنّ أميركا ستغير موقفها فلجأت طهران إلى التصعيد سياسياً عبر مواقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وإلى استثمار حرب غزة عسكرياً. ولكن تبينّ أن رهان إيران كان خاطئاً، فتمسكت واشنطن برفض رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب، ورفض المقترح الأوروبي بالتمييز بين الجناح العسكري والجناح السياسي للحرس.
يقول دبلوماسي غربي: سبق لواشنطن أن طالبت الاتحاد الأوروبي بالتزام المعايير الدولية التي وضعها مجلس الأمن بعدم التمييز بين العسكري والسياسي، واعتبار الحرس الثوري وحزب الله منظمتين إرهابيتين. مضيفاً أن شركات الحرس الثوري المالية الاستثمارية التي تقدر بمئات المليارات تُوظف لتمويل الثورة وتصديرها لا يمكن اعتبارها سوى إرهابية. بالمقابل تطالب إيران بتأجيل التوقيع إذا تمسكت واشنطن بموقفها، ورفضت تقديم تنازلات كما تطالب بوقف تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذي تحدث عن أنشطة مشبوهة ومخالفات في 3 مواقع نووية.
ويقول مسؤول إيراني “إذا قبلت الوكالة بطيّ التقرير وضمان عدم فتح الملف لاحقاً يصبح بالإمكان الحديث عن الوصول إلى الاتّفاق النهائيّ”.
في المقابل يدعو دبلوماسي غربي “إيران إلى حسم موقفها، فإمّا أن ترفض التنازل وتستمر في مواقف الرفض وتبقى العقوبات عليها وعلى الحرس الثوري، وإمّا أن تتنازل وترضى بشروط واشنطن وأوروبا فيتمّ عندها رفع القيود عن أرصدتها على أن تعمل على زيادة ضخّ النّفط بعد تطوير آبارها بمساعدة أميركية وعبر شركاتها، مع ضمانة إيرانية بالالتزام بالاتّفاق مستقبلاً على أن يُبدّل الحرس الثوري من سياسته فيتخلى عن تصدير الثورة وعن تمويل أذرع إيران العسكرية ووقف أنشطتها لا سيما حزب الله واسترداد صواريخه وعدم تدخّل إيران في شؤون دول المنطقة. فعلى إيران أن تختار بين المواجهة أو الانفراج. وتنقل أوساط فرنسية مطّلعة أنّ الورقة الأوروبية التي سُلّمت إلى أعضاء الدول المشاركة في فيينا لم يتمّ الكشف عنها. ويتردّد أنّ هنالك قبولاً ببعض مطالب إيران، منها عدم إدخال أطراف إقليمية، كالسعودية وإسرائيل، والإبقاء على الـ 5+1 وعدم البحث في الصواريخ الباليستية ونفوذ إيران في المنطقة، وعدم فتح ملف تقرير الوكالة الدولية للطاقة حول مخالفات إيران في أكثر من موقع. ولم يرد في الورقة رفع الحرس الثوري عن لائحة الإرهاب.
كما تشير مصادر المعلومات إلى أنّ في إيران رأيان، رأي مع التوقيع على الورقة، ورأي ضد الاتفاق. وتقول مصادر مطلعة أنّ إيران منشغلة بصراع حقيقي حول خلافة المرشد الذي يريد تسمية خليفته في حين يرفض مجلس النظام ويطالب بأن تعتمد الآلية التي أتت به مرشداً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ارتفاع إضافي بالدولار.. هكذا افتتح صباحا في السوق السوداء | الجيش: عمليات دهم في دار الواسعة | ما سرّ خاتم الملك الذهبي؟ |