وسطاء لجرمانوس وريفي على الخط.. ونون لـ “هنا لبنان”: التقيت بو صعب ثلاث مرات!
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
مسرحية ممجوجة تلاقت فيها هشاشة الأهراءات المتصدّعة أصلاً من جراء انفجار الرابع من آب 2020 مع تلكّؤ سياسي متعمّد بالتخلّي عنها فكتب لبعض أجزائها السقوط لتكشف عورات سلطة لا تخجل حياكة سيناريوهات غب الطلب ولو كان للأهراءات لسان لفضحت الجميع وكشفت النوايا وما يضمره كثيرون من حقد وإجرام لهذا البلد.
قبيل الذكرى السنوية الثانية، شغلت الأهراءات الرأي العالم وباتت حديث السّاعة ومدار رصد دائم لحركة ميولها وبعدها التزم الجميع الصمت وكأن أرواح الضحايا التي رفرفت في سماء بيروت خطفت أنفاس أكثر من شيطان أخرس سكت عن الحق ومنع الوصول إلى الحقيقة.
فلماذا تراجع الحديث عن الأهراءات ومخاطر سقوطها؟ لماذا توقفت الأسطوانة الرسمية عن الدوران محذرة من انهيار الصوامع؟ هل انتهى الخطر؟
في بلد، يعج بالخيانة الوطنية، بدا لكثيرين وكأن مسرح الجريمة يختفي شيئًا فشيئًا وتتبخر معه الآمال بالوصول إلى العدالة، لكن جاء الردّ المضادّ من أهالي الضحايا ليحرك المياه الراكدة ويعيد إحياء مسار التحقيق ويتوعد بجعل الأهراءات تسقط على رؤوس من تقصّدوا طمس الحقيقة.
إلى قصر العدل، حضر أهالي ضحايا فوج الإطفاء لتقديم إخبار بحق 27 شخصية رسمية ومعنوية مع تضمين الملف المعلومات والأدلة قبل رفعه إلى قاضي التمييز.
وفيما الكل بانتظار جواب مجلس القضاء الأعلى حول مرسوم التعيينات لتحديد المسار في المرحلة المقبلة كما أعلن نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب من قصر بعبدا، يتحدث ويليام نون شقيق الضحية جو لـ “هنا لبنان” عن أربعة مسارات إذا اعتمد واحد منها تستأنف التحقيقات بصورة فورية وهي: لجنة تقصي الحقائق الدولية، الإخبار المقدم إلى القضاء، اقتراح القانون الذي تقدم به النائب زياد الحواط وأيضاً التعيينات القضائية.
ففيما خصّ الإخبار المقدم يؤكد نون أنه وبعد تسجيله والاستحصال على رقم له ينتظر تحويله من قبل القاضي عويدات ليتابع مساره القضائي الطبيعي كاشفاً عن تواصل غير مباشر تم معه من جانب مفوض الحكومة السابق لدى المحكمة العسكرية القاضي بيتر جرمانوس ووزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي وذلك في أعقاب تقديم الإخبار، وقد نقل الوسطاء تعاون ريفي وجرمانوس التام مع القضاء.
ويقول نون: لطالما كان هناك تواصل بيني وبين اللواء أشرف ريفي وهو يعلم جيداً مدى تمسكنا بهذه القضية وبالوصول إلى حل في أي مكان والإخبار المقدم يشمل كل من تعاقب على تولي المسؤولية في مرحلة ما قبل الانفجار.
وبالنسبة لجرمانوس فسبق الإخبار بالقول: أنا ابن القانون وتحت سقف القانون وأقف قلبًا وقالبًا إلى جانب أهالي ضحايا تفجير العصر في 4 آب وأعلن استعدادي الدائم للإدلاء بإفادتي أمام قاضي التحقيق متى يشاء.
وتعليقاً على مواقف بو صعب من قصر بعبدا والدفع نحو إنجاز التعيينات القضائية لاستئناف التحقيق، يكشف نون عن ثلاثة لقاءات جمعته بالنائب بو صعب لمتابعة القضية ويؤكد في الوقت نفسه رفضه تسييس الملف في إشارة إلى معضلة سياسية تعيق صدور التعيينات.
وفي الحديث عن العريضة التي وقعها أكثر من عشرة آلاف شخص حتى الآن بحسب نون، فهي تطالب باعتماد لجنة تقصي حقائق دولية وتم التوصل إليها نتيجة لقاءات متتالية مع مستشار في ممثلية الأمم المتحدة وهو يتابع الملف مع الأهالي وقد أبدى تعاطفاً وقناعة بضرورة الضغط الدولي لإنجاز التحقيق.
وتزامن تحرك الأهالي مع قرار بالحجز الاحتياطي بقيمة مئة مليار ليرة لبنانية على أموال النائبين علي حسن خليل وغازي زعيتر وقد اعتبر وكلاء الدفاع عن النائبين خليل وزعيتر تعميم هذا الأمر في وسائل الإعلام وكأنه حكم بالمبلغ المشار إليه هو جزء من حملة التشويش والتشويه التي يقدم عليها مقدم الادعاء لأسباب سياسية باتت معروفة.
إذاً، قد تحمل الأيام المقبلة تطورات تخرق المراوحة في هذا الملف وتعيده إلى السكة الصحيحة وقد تؤكد الأيام المقبلة أيضاً أن لعنة السياسة قد تتحرك في أية لحظة وتصيب التحقيقات بالشلل تماماً كما في الأشهر الأخيرة التي حالت المضاعفات القضائية والسياسية دون استكمال إجراءاتها القانونية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |