ثناء وقلق في إيران بعد الاعتداء على سلمان رشدي
بمزيج من الثناء والقلق، استقبل إيرانيون الاعتداء على الروائي سلمان رشدي، الذي أهدرت دمه فتوى أصدرها منذ عقود الزعيم الإيراني الراحل الخميني.
وتعرض سلمان رشدي للطعن في رقبته وبطنه أثناء وقوفه على منبر قاعة في مركز ثقافي في تشوتاكوا بشمال غرب ولاية نيويورك.
وقال وكيله إنه وضع على جهاز للتنفس الصناعي ويمكن أن يفقد إحدى عينيه.
ولم يتضح بعد دافع مهاجم رشدي، الذي حددت الشرطة هويته بأنه هادي مطر من فيرفيو بولاية نيوجيرسي، بينما كان يستعد للمشاركة في حدث الجمعة في غرب نيويورك.
New York’ta Salman Rushdie’yi bıçaklayan 24 yaşındaki Hadi Matar pic.twitter.com/EcHvZIEibr
— Milli Görüşüz (@MilliGrsz) August 12, 2022
ورغم أن الحكومة الإيرانية ووسائل الإعلام التي تديرها الدولة لم تحدد أي دافع للهجوم، إلا إن البعض الراغب في التحدث إلى الأسوشيتد برس في طهران أعرب عن الثناء على هجوم استهدف كاتبًا يعتقدون أنه شوه العقيدة الإسلامية من خلال روايته “آيات شيطانية” عام 1988.
فقد قال عامل توصيل طلبات، رضا أميري، البالغ من العمر 27 عاما “لا أعرف سلمان رشدي، لكنني سعيد لسماع أنه تعرض للهجوم لأنه أهان الإسلام. هذا هو مصير أي شخص يهين المقدسات”، وفقا للأسوشيتد برس.
The man suspected of stabbing Salman Rushdie is named Hadi Matar but he was carrying this fake driver license at the time of his arrest.https://t.co/KoY2h4RI8E pic.twitter.com/zstDVDJnm3
— Fox3 Now (@fox3news) August 12, 2022
مع ذلك، أعرب آخرون عن قلقهم بصوت عال من أن إيران يمكن أن تصبح معزولة أكثر عن العالم مع استمرار التوترات بشأن اتفاقها النووي.
فقد قال مدرس الجغرافيا، محشيد باراتي، البالغ من العمر 39 عاما “أشعر أن من فعلوا ذلك يحاولون عزل إيران.. سيؤثر ذلك سلبًا على العلاقات مع الكثيرين- حتى روسيا والصين”.
الخميني، الذي كان يعاني من حالة صحية سيئة في العام الأخير من حياته بعد الجمود الطاحن والذي دمرت الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات اقتصاد بلاده، أصدر فتوى بإهدار دم رشدي والناشرين عام 1989.
وجاءت الفتوى وسط ضجة عنيفة في العالم الإسلامي بسبب الرواية، والتي اعتبرها كثيرون ازدراء للإسلام والنبي محمد.
الصحف المحافظة الإيرانية تهنئ المهاجم
ولم تعلق السلطات الإيرانية رسميا حتى الآن على محاولة اغتيال الكاتب البالغ من العمر 75 عاما.
وصباح السبت، عرضت عناوين الصحف في الصفحة الأولى آراءها الخاصة بشأن الاعتداء على رشدي، حيث غطت القصة الرئيسية لصحيفة “وطن امروز” المتشددة ما وصفته بـ”سكين في رقبة سلمان رشدي”، بينما جاء عنوان صحيفة “اعتماد” الإصلاحية: “سلمان رشدي في حي الموت؟”
من جهتها، هنأت صحيفة “كيهان” اليومية الإيرانيّة المحافظة المتشددة الرجل الذي طعن رشدي، وكتبت الصحيفة، التي يعين المرشد الإيراني علي خامنئي رئيسها “مبروك لهذا الرجل الشجاع المدرك للواجب الذي هاجم المرتد والشرير سلمان رشدي”، مضيفة “لنقبل يد من مزق رقبة عدو الله بسكين”، وفقا لفرانس برس.
ورأت صحيفة “إيران” اليومية الرسمية أن “رقبة الشيطان”، أي رشدي، “ضربت بشفرة حلاقة”.
وكتب محمد مراندي مستشار فريق المفاوضين حول الملف النووي في تغريدة على تويتر “لن أذرف الدموع على كاتب يدين بكراهية واحتقار لا حدود لهما المسلمين والإسلام.. رشدي بيدق إمبراطورية يتظاهر بأنه روائي ما بعد الاستعمار”، بحسب فرانس برس.
وتساءل “أليس من الغريب أننا بينما نقترب من صفقة نووية محتملة، تزعم الولايات المتحدة أن هجومًا على مستشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض جون بولتون كان مخططا له.. ثم بعدها يحدث هذا؟”.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |