إبر البوتوكس والفيلر.. وقود الاقتصاد اللبناني!
كتبت ليا سعد لـ “هنا لبنان”:
مستشفى الشرق، عاصمة الجمال والأناقة، هذا ما كانت تسمى به بيروت ويتميز به لبنان قبل تمكّن الأزمة الاقتصادية منه وزعزعة أبرز موارده ومميزاته. الطب والجراحة التجميلية في لبنان، كانا من أبرز مميزات لبنان، إذ أن طالبي الجراحة كانوا يقصدونه من جميع أنحاء العالم لتميّز أطبائه والكلفة “المقبولة”. وقد كشفت العديد من الإحصاءات، أن عدد عمليات التجميل التي تجرى سنوياً في لبنان كانت تتراوح ما بين 19 و20 ألف عملية. وبناء على هذه الأرقام، احتلّ لبنان المرتبة الثانية في العالم بعد البرازيل بالنسبة إلى عدد السكان، في نسب الجراحات التجميلية. ولكن مع اشتداد الأزمة الاقتصادية وانقطاع المستلزمات الطبية، هل بقي هذا القطاع صامداً؟ ما هي مميزاته وما هي كلفة أبرز العمليات المطلوبة؟ وماذا عن المنافسة التي يتعرض لها القطاع من البلدان المجاورة؟
في حديث مع “هنا لبنان”، أوضح خبير التجميل د. ربيع حلو، أن قطاع التجميل مرّ كما كل القطاعات في لبنان بفترة تراجع بها العمل والطلب على التجميل، وكانت هذه الفترة لدى انتشار جائحة كورونا في لبنان والعالم. وفسّر حلو أنه وبسبب الحجر الصحي وانتشار جائحة كورونا والبقاء في المنازل، تراجع الإقبال على الجراحات التجميلية نظراً للبقاء في المنازل واختلاف الأولويات لدى اللبنانيين واللبنانيات.
وعما إذا كان القطاع قد تأثر بالأزمة الاقتصادية التي تمر على لبنان، فسّر حلو أنه ومع فترة انقطاع المستلزمات الطبية، عانى قطاع التجميل من فقدان بعض من مستلزماته كإبر الحقن والشاش وغيرها من المستلزمات التي تعد من أساسيات هذا القطاع، ولكن ومع عودة الامور إلى مجاريها وتوفّر المال، عادت الحركة أفضل من ذي قبل.
ولدى سؤال حلو عما إذا كان هذا القطاع مزدهراً في هذا الوقت، علق إيجاباً، وقال أن سبب ازدهار هذا القطاع اليوم هو انخفاض الأسعار لتصل إلى نصف التكلفة التي كانت عليها من قبل، بسبب تراجع قيمة الليرة، الأمر الذي ساهم بالتالي في إقبال المزيد من السياح وبخاصة المغتربين الذين استفادوا من تقلبات أسعار الصرف وانخفاض قيمة الليرة للقيام بعمليات التجميل في لبنان.
أما عن أسعار إبر البوتوكس والفيلر، أوضح حلو أنها تتراوح ما بين 200 إلى 300 دولار للإبرة، وتختلف النوعيات والأسعار بحسب مصدر صنع المادة. فمثلاً، هناك أنواع تصنع في أميركا وبريطانيا وألمانيا وتعتبر من أفضل النوعيات، مشيراً إلى وجود بوتوكس يُصنع أيضاً في الصين وكوريا ويعتبر من النوعيات الأقلّ جودة. وسأل حلو عن إعلانات حقن البوتوكس والفيلر في صالونات التجميل والتي تكون بأسعار زهيدة جدا كـ “200 ألف ليرة أو 400 ألف” للإبرة الواحدة”، ما هذه المواد التي تحقن للناس؟ وأين هي الدولة من هذه الممارسات والغش؟ ومن يعوّض على الناس في حال التشوه أو المرض؟
شهد القطاع، لجوء العديد من اللبنانيين واللبنانيات إلى الدول المجاورة وأبرزها سوريا للقيام بجراحات التجميل، ما يؤكد وجود منافسة في هذا القطاع بين البلدين، وأوضح حلو أن هذا الأمر يعود للماديات فقط لا غير، لأنّ كلفة الجراحة في سوريا مع الأزمة الاقتصادية التي تمر بها هي أقل كلفة من لبنان بالنسبة للبنانيين الذين لا يتقاضون دخلاً بالدولار الفريش، أو حتى للذين لديهم دخل محدود بالدولار.
فمثلاً، بدل أن يتكلّفوا لجراحة الأنف في لبنان حوالي الألفي دولار، يفضل اللبنانيون اللجوء إلى سوريا والقيام بها بحوالي الألف دولار للتوفير. ففي لبنان هناك العديد من الحالات التي تحتاج للبقاء في المستشفى وطبعاً تكلفة البقاء في المستشفى باهظة جداً، وفي سوريا يستطيعون القيام بالجراحة والعودة في النهار عينه إلى لبنان، وبهذا يكونون قد وفّروا كلفة البقاء في المستشفى!
إذاً، قطاع التجميل هو من أهم القطاعات التي ينعش العجلة الاقتصادية لإدخاله “الفريش دولار” إلى لبنان، ولمهارة الأطباء اللبنانيين الذين لمع نجمهم في أنحاء العالم. فهل سنرى دعماً أكثر له من قبل الوزارات المعنية؟ وهل سنرى مبادرات جديدة تحسّن القطاع أكثر؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
الأدوية المنتهية الصلاحية.. خطر كبير يهدد مرضى السرطان! | بعد كورونا والكوليرا.. الحصبة: تهديد جديد للبنان؟ | مهنة صيد الأسماك مهددة بالتوقف… والكوليرا أحد الأسباب؟ |