حالة انتحار كل ستين ساعة.. خطوات استباقية قد تنقذ أرواحاً!
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
بنسبة 7.8% ارتفع عدد حالات الانتحار في لبنان خلال الأشهر السبعة الأولى من العام 2022 الحالي وفق دراسة أجرتها الدولية للمعلومات، وبزيادة 46.2% عن شهر تموز من العام الماضي.
أن نصل إلى معدل حالة انتحار كل 60 ساعة، فهذا أمر مقلق يدق ناقوس الخطر حول مجتمع تدفع عوامل عدة بأبنائه نحو وضع حد لحياتهم للهروب من الواقع.
صحيح أننا نمر بأزمة إقتصادية خانقة يعجز كثيرون عن التأقلم معها، لكن الحديث عن الانتحار من أكثر القضايا حساسية، لتعدد أسبابه، وتداخل دوافعه وثمة أسباب عدة قد تدفع شخصاً ما إلى الانتحار وليس فقط الأزمات الآنية بل يعود بعضها إلى المشاكل الأسرية إضافة للصدمات النفسية.
الاختصاصية في علم النفس شارلوت الخليل وفي حديث لـ “هنا لبنان” ترى أنه في الوقت الذي تزداد الضغوطات اليومية وغياب الأفق والحلول على المدى المنظور، ترتفع حالات الانتحار مشيرة إلى أن الانتحار بحد ذاته موضوع معقد وتتشابك فيه عوامل كثيرة من الاستعداد النفسي، البيولوجي إلى الاضطرابات النفسية فضلاً عن العوامل الخارجية الضاغطة التي قد تؤدي على المدى البعيد إلى الاكتئاب والإحباط اللذين يدفعان بدورهما بعض الأشخاص لوضع حد لحياتهم.
الخليل التي ترفض التعميم في حالات الانتحار تؤكد أن لكل شخص ظروفه التي تؤثر فيه وتضعفه أحياناً وفي ظل غياب العدالة الاجتماعية وعدم القدرة على تأمين الحاجات الأساسية من الطبيعي أن تتفاقم المشاكل النفسية مع الإشارة إلى معاناة البعض من هذه الاضطرابات قبل الأزمة.
إذاً عوامل متداخلة تؤثر، بعضها على علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي وبعضها الآخر بالصحة النفسية وما يجب على المحيطين بالشخص الذي يفكر بالانتحار التنبه إليه هو الشهية على الطعام والتصرفات وهي إشارات تسترعي انتباه الآخرين وتدفعهم لمراقبة الشخص ومتابعته، لكن تحذر الخليل من فئة معينة قد لا تظهر عليها علامات مرورها بفترات عصيبة ما يصعب تشخيص الحالة.
ووسط إمكانيات محدودة للتدخل، السبيل الوحيد لمكافحة هذه الظاهرة هو الاعتراف بالمعاناة وطلب المساعدة مع التعاطف مع الذات ومن هم حولنا لإحداث فرق، فالدعم الاجتماعي تقول الخليل ضروري وإذا كانت هناك شكوك بمن حولنا يجب التدخل سريعاً واللجوء إلى الاختصاصيين أو الاتصال على الخط الساخن للوقاية من الانتحار 1564.
وعن الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية، فهي فئة الشباب لأنها مرحلة حساسة ويجب التركيز فيها على دعم هذه الفئة وتأمين موارد لمساعدتهم بتخطي هذه المرحلة.
تبقى الإشارة إلى أن الانتحار وتداوله إعلامياً، مسألة دقيقة في طرحها تفادياً للترويج لها كعمل بطولي أو أسلوب اعتراض يمكن أن يشكل تشجيعاً للغير خصوصاً عند ربط الانتحار بالوضع العام وكأننا نبرر ونعمم فكرة خاطئة عند أشخاص لديهم الاستعداد المسبق لمقاربات سوداوية،
ومن النصائح: مشاركة المعاناة والإفراج عن المشاعر السلبية ومساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم، للتغلب على ضغوط الحياة والإقتناع أولاً وأخيراً بأننا بمرحلة دقيقة وستمر.
وكانت الدولية للمعلومات قد نشرت تقريرًا تحت عنوان: “المؤشرات الأمنية في ٧ أشهر” جاء فيه أن المؤشرات الأمنية خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي شهدت ارتفاعاً في أعداد القتلى وحالات الانتحار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |