“بيروت” تنتقم من الموظفين والطلبة.. “لا مأوى لكم هنا”!


أخبار بارزة, خاص 23 آب, 2022

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

لم يعد السكن في بيروت متاحاً، لا للطلبة ولا للموظفين، فالغرف أو الشقق الصغيرة باتت معظمها مسعرّاً بالدولار في وقت يتقاضى الموظف راتبه بالليرة اللبنانية، أما الطالب فتتكبّد عائلته باللحم الميت تكاليف معيشته في العاصمة!

“كل شهر بغيّر بيت”، تقول ريتا لـ”هنا لبنان”، هي التي جاءت من شمال لبنان إلى بيروت بهدف العمل، راتب ريتا لا يتجاوز الـ400$، فيما تدفع شهرياً مبلغ 100$ إيجار غرفة صغيرة تسكنها!
“حالياً عم فتش على سكن جديد”، تضيف ريتا، فصاحبة المبنى الذي تسكن فيه قررت فجأة رفع الإيجار إلى 150$ شهرياً، ناهيك عن أنّ مقومات الحياة في هذا المبنى ليست مثالية، والخصوصية شبه معدومه فالمالكة تسمع لنفسها ولوج غرفتها وقتما تشاء دون استئذان!

حال ريتا لا تختلف عن حال رانيا، والتي تعيش في بيروت منذ أكثر من 12 عاماً، رانيا حالياً تبحث عن منزل صغير وميزانيتها تتراوح بين 150 و200$، فيما المتاح أمامها يبدأ من 300$ ويقفز صعوداً.
“سأجد نفسي على الرصيف”، تقول رانيا التي تستغيث مساعدة رفاقها كي تجد مأوى، فهي عليها أن تخلي البيت الصغير الذي تستأجره آخر شهر أيلول، وسط مضايقات تتعرّض لها من المالك وبعض الجيران، وصلت إلى حد دخول إحدى الجارات بيتها في غيابها دون إعلامها!
“يفضلون تأجير الأجانب”، تعقّب ريتا، معلّلة ذلك بأنّ غير اللبنانيين يدفعون بالدولار، في المقابل يستطيع المالكين ألا يتقيدوا معهم بقانون الإيجارات.

كما يعاني محمد الذي يبحث وصديقيه عن بيت صغير في بيروت، المشكلة نفسها، يقول لـ “هنا لبنان”: “الإيجارات غالية جداً، فهي تبدأ من 100$ للسرير الواحد دون سائر التكاليف من مياه وكهرباء ومولد”.
ويتفاجأ محمد بأنّ هذه الأسعار هي في منطقة الليلكي، الضاحية الجنوبية، متسائلاً، كيف سيكون الوضع لو اقترب أكثر من العاصمة بعيداً عن الضواحي.

أما خضر والذي تسكن عائلته في بشامون، فاضطر إلى الانتقال إلى بيروت بداعي العمل، غير أنّ الحياة لم تكن سهلة بالنسبة إليه، فبعدما استأجر منزلاً صغيراً بـ200$، لا تتضمن سائر التكاليف، عاد وتركه ليستقر في غرفة بإيجار 140$ شهرياً، علماً أنّ هذا المبلغ ما زال ضخماً نسبة للراتب الذي يتقاضاه والذي يعتبر محدوداً!

واقع الإيجارات في بيروت تترجمه الصفحات المعنية بهذا الشأن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما موقع olx، ففي جولة سريعة هناك نكتشف الأسعار الخيالية، والتي تصل إلى حد 800$ لاستديو يتكون من غرفة صغيرة ومنتفعاتها في منطقة الحمرا.
ومبلغ 800$ بالنسبة للبناني، يعادل وفق سعر صرف اليوم 27 مليون، وهو رقم يتجاوز حتى رواتب النواب والوزراء في لبنان!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us