الأقوياء مسيحيًّا لا يَترشَّحون ولا يُرشِّحون
كتب المحرر السياسي:
تستغرب أوساط سيادية مواقف القوى السياسية المسيحية من موضوع رئاسة الجمهورية، فقد خاض هؤلاء الانتخابات تحت عنوان تغيير الأوضاع ورفعوا شعارات التغيير. وبعد الانتخابات غابوا عن أوّل استحقاق وهو رئيس ونائب رئيس المجلس وأعضاء هيئة مكتب المجلس واللجان، وتبيّن أنّ قوى 8 آذار التي فقدت الغالبية في المجلس هي التي تحكّمت بانتخابات “المطبخ التشريعي”، ولم تتمكّن قوى المعارضة على اختلاف تنوّعها لا سيّما المسيحية منها من إحداث التغيير في مجلس النوّاب، حتّى في اللجان كان للرّئيس نبيه بري اليد الطولى في مساعدة مرشّحي المعارضة.
وها قد حلّ الاستحقاق الثاني وهو انتخاب رئيس الجمهورية وهو الاستحقاق الأهمّ، ولم تبادر هذه القوى -استناداً إلى شعار التغيير الّذي رفعته- إلى التّحرّك واتّخاذ مواقف تعّجل في إنجاز الاستحقاق في موعده.
إنّ الأقوى مسيحيًّا وأكبر رئيسين للكتلتين المسيحيّتين لم يترشّح أيٌّ منهما ولم يُرشّحا أحداً حتّى الآن، تماماً كما فعل السيد حسن نصر الله.
وتقول أوساط نادي رؤساء الحكومة أنّ مقولة الرئيس القوي سقطت بعد التجربة الكارثية على البلد مع وصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة، وتبيّن أنّ الرئيس المعتدل التوافقي الحكيم هو المطلوب للبنان. وأنّ عهود رؤساء التّوافق كانت الأكثر إنتاجية، فلا رئيس حزبي ولا رئيس لحزب ولا رئيس منخرط في المحاور.
إنّ رؤساء الكتل المسيحيّة لم يترشّحوا بعد سقوط شعار الرئيس القوي، ولم تعد المكونات السياسية الأخرى تقبل برئيس قوي، بل باتت تسعى إلى رئيس للجميع بعيد عن المحاور والاصطفافات.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |