“المجلس هو سيِّد نفسو” أو “السيِّد هو المجلس نفسو”؟
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
التماهي بين النظام السوري وحزب الله، في موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية و”العراب” الرئيس نبيه بري، بدأ منذ الإطاحة برئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني، وحلول الرئيس نبيه بري منذ العام 1992 (ولا يزال).
بضربتين قاضيتين وموجعتين، أطيح ركنان من أركان الطائف، الرئيس رينيه معوض الذي “حكم” ثمانية عشر يومًا، ورئيس مجلس النواب حسين الحسيني بعد “انتخابات الـ 13 في المئة”.
منذ ذلك التاريخ وضع النظام السوري، وحزب الله، اليد على رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس النواب، من خلال “المفوض السامي” الجديد اللواء غازي كنعان الذي يمثِّل الرئيس حافظ الأسد شخصيًا. ولا يتذكَّر أحدٌ أن قرارًا اتُخِذ منذ تلك الحقبة وصولًا إلى 14 شباط 2005 تاريخ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، من دون المرور باللواء كنعان وبعده باللواء رستم غزالي، آخر “المفوضين الساميين” في لبنان.
التماهي بين اللواء كنعان ثم اللواء غزالي مع حزب الله، كان مضمرًا، إلى أن خرجت سوريا “عسكريًا” من لبنان، وانكشف هذا التماهي في 8 آذار 2005 في مهرجان حزب الله تحت عنوان “شكرًا سوريا”.
التماهي، بمرحلتيه، المضمرة والعلنية، “أنجب” رؤساء جمهورية ، ورؤساء حكومات، ونوابًا ومدراء عامين، وبالتأكيد رئيس مجلس يطوي الشهر المقبل عامه الثلاثين كرئيس لمجلس النواب، فمَن تولَّى مسؤولية رئاسية أو وزارية أو نيابية أو إدارة، كان أمامه “ممران إلزاميان” عنجر وحارة حريك، الرئيس إميل لحود والتمديد له مرتين: مرة في قيادة الجيش ومرة في رئاسة الجمهورية، وصولًا إلى الرئيس ميشال عون الذي عطَّل حزب الله الانتخابات الرئاسية ما لم يُنتَخَب شريكه في تفاهم مار مخايل رئيسًا للجمهورية، وشذَّ عن هذه القاعدة الرئيس ميشال سليمان الذي جاء من خلال “اتفاق الدوحة”، وبعده كان الفراغ من أيار 2013 إلى تشرين الأول 2016، سنتان وستة أشهر.
هكذا، بعد الانسحاب العسكري السوري في نيسان من العام 2005، إنتقلت “شعلة الوصاية” إلى حزب الله، فكان يقرر وينفذ من دون خجل من أحد، أما الهامش الذي كان يتركه فكان ضيِّقًا جدًا.
ماذا لو قرَّر حزب الله في الاستحقاق الرئاسي الآتي أن يعيد سيناريو “أيار 2013 – تشرين الأول 2016″؟ ليس ما يشير في الأفق إلى أن الحزب سيقرر “إطلاق سراح” رئاسة الجمهورية، لكن هناك فرق بين 2016 و2022، هل سيقرر نواب المعارضة والنواب التغييريون كسر الحلقة السائدة منذ ثلاثين عامًا؟
المواجهة ستكون شرسة بين حزب الله الذي سيحاول الإبقاء على “حلقة الوصاية” وبين مَن سيحاولون كسر هذه الحلقة، حتى الآن، المعركة غير متكافئة، فحزب الله يُمسِك بمَن يمسك مفتاح مجلس النواب الذي لم تعد تنطبق عليه مقولة “المجلس هو سيد نفسو” بل حلت مكانها مقولة “السيد هو المجلس نفسو”، هذا الكباش سيطيل عمر الفراغ، ولهذا السبب يقدِّم “سيِّد حارة حريك” الرئاسة الثالثة على الرئاسة الأولى.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |