مسلسل الحرائق امتدّ إلى غابة أرز تنورين.. من يتحمّل المسؤولية؟
كتبت فاتن الحاج حسن لـ “هنا لبنان”:
بعد أن أُخمد الحريق في البقعة التي اندلع فيها بغابة أرز تنورين، ثارت التساؤلات حول عددٍ من نواحي الإهمال والنقص في التجهيزات وغياب الإمكانات لمواجهة أو اتّقاء مثل هذه الحوادث الكارثيّة على البيئة والطبيعة والمحميّات.
كما برزت ملاحظات في ما خصّ سبب اندلاع الحريق وهبّة بعض الرجال لإخماده.
فمن جهةٍ تكثر التساؤلات عن دور لجنة محميّة أرز تنورين وتقصيرها الواضح منذ أن تعالت أصوات قلّةٍ غيورةٍ وصادقةٍ من التنوريّين لتقول بيباسٍ يكلّل الكثير من الأشجار، وكان تبرير القيّمين على المحميّة بأنّها حالة طبيعيّة ووقتيّة ليس لها أيّ تداعياتٍ أو أخطار. علماً بأنّ اليباس إن كان في أطراف الأشجار أو المتساقط على الأرض يمكن أن يكون سريع الاشتعال عند أيّ عاملٍ مسبّبٍ لحريق.
وأكثر من ذلك، هناك سؤال كبير عن سبب عدم صيانة الطرقات في المحميّة وعدم الاهتمام بتشذيب الأشجار أو لملمة الأغصان والبقايا عن الأرض، وكذلك عن سبب عدم توفير خزّانٍ ولو واحدٍ للمياه قرب المحميّة وغياب طواقم الموظّفين في أوقات متباعدةٍ إن كانوا أدلّاء أو حرّاساً.
وحدث الحريق، ولم يُعرف سببه في البداية، ولكن تبيّن في ما بعد أنّه مفتعل، يمكن أن يكون بسبب إطلاق بعض الطلقات الناريّة الحارقة.
وهبّ شبّان من تنورين مدفوعين بحماستهم، مستخدمين المعاول والأدوات البدائيّة، لعدم تحرّك طواقم سيّارات الإطفاء الموجودة في تنورين ولبعد المنطقة المحترقة عن الطرقات الصالحة للسيّارات.
وبعد محاولاتٍ حثيثةٍ وصلت سيّارات إطفاءٍ من دوما وفرق من الجيش فتمكّنت من إخماد الحريق تماماً.
وبسؤالنا لشاهد عيانٍ عن الحريق، قال جوزف يونس (الذي كان متواجداً في الغابة بعيد اندلاعه):
“ليل الحادي والثلاثين من شهر آب الماضي، وعند الساعة الحادية عشرة تقريباً، اندلع حريق في غابة أرز تنورين من جهة نواحي راس بنيّا على إثر سماع إطلاق نارٍ لم يٌعرف إن كان بقصد افتعال للحريق أم أنّه كان نتيجة طيش بعض الشبّان الساهرين في جوار الغابة.
وعند سماع إطلاق النار، تنبّه الأهالي للنيران، فأبلغوا الدفاع المدني، وهكذا تضافرت الجهود لإخماد الحريق.
وقد تبيّن من متابعة مجرى الأحداث، أنّ اليباس المنتشر في الغابة وعدم تنظيف الطرقات الترابيّة في ممرّاتها من بقايا الأشجار، أسهما في اتّساع الحرائق وتمدّدها”.
وهنا برزت تساؤلات أخرى حول عدم جاهزيّة طواقم الدفاع المدني في تنورين ومن جهةٍ أخرى عن تواضع مساهمة الأهالي المحاذيين للمنطقة المحترقة (منطقة راس بنيّا) في محاولة إطفاء الحريق، فمن المعلوم أنّ خمسة عشر رجلاً عملوا جاهدين على إطفاء الحريق ستّة منهم من المغتربين التنوريّين في أستراليا الذين صودف وجودهم في البلدة لتمضية عطلة الصيف.
وبالنهاية، تقاطرت فعاليّات من تنورين لمباركة “عمل الشبّان الشجعان” وإعلاء “شأن بطولتهم” ولحمد الله على سلامة الغابة، دون أن يقوموا بأيّ واجبٍ تجاه الغابة لا قبل الحريق ولا أثناءه.
وبالرغم من ألم التنوريّين والكثير من اللبنانيّين والأجانب المولعين بهذه الغابة الأكبر عدداً ومساحةً بين غابات أرز لبنان، إلّا أنّ البلدة التي تحتضن الغابة لا توليها الاهتمام اللازم.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قطاع تربية النحل بين الإهمال الحكومي والاهتمام الأممي | فؤاد شهاب .. “الرئيس القائد”! | متلازمة الفيبروميالجيا: الأسلوب الأفضل للعلاج |