الطاقة الهوائية ليست حلاً.. الفاتورة باهظة!
كتبت كريستيل شقير لـ “هنا لبنان”:
مع استفحال أزمة الطاقة عالمياً بسبب الحرب الروسية-الأوكرانية وفي ظل التحديات المتراكمة ومواجهة نظام التغذية الكهربائية في لبنان أزمةً متجذّرة تبدأ بالتقنين ولا تنتهي مع فواتير خيالية للمولدات، يبقى البحث عن بدائل لتفادي العتمة الشاملة أولاً وضبط الميزانية المنزلية ثانياً من أولويات أي مواطن يبحث عن مصادر الطاقة المتجددة.
وبعدما شهد سوق الطاقة الشمسية طفرة غير مسبوقة على الرغم من تكاليفه الباهظة وانتشرت الألواح على أسطح المباني، يتقدم الحديث في الآونة الأخيرة عن الطاقة الهوائية لتوليد الطاقة الكهربائية حيث تحول التوربينات الطاقة الحركية للرياح إلى طاقة ميكانيكية أو كهربائية صالحة للاستخدام. لكن مهلاً فهذه الطاقة ليس بوسعها الصمود أمام الكوارث المؤدية لسقوط شبكة الكهرباء، وهذه واحدة من أهم عيوبها.
اللجوء إلى الطاقة الهوائية ليس جديداً في لبنان ويعود إلى سنوات على الرغم من النتائج التي لم تكن مبشرة. فهل اختلف الواقع اليوم وبات من الممكن الاعتماد على الطاقة الهوائية كبديل آمن؟ وما الذي يجب معرفته قبل تركيب المراوح؟
الخبيرة في شؤون الطاقة المحامية كريستينا أبي حيدر تؤكد في حديث لـ “هنا لبنان” أن للبنان تجارب مع الطاقة الهوائية تعود إلى العام 2017 حين تم إطلاق ثلاث محطات في عكار وسرعان ما باءت تلك التجربة بالفشل بسبب التراخيص العشوائية والتخلف في إعداد ملفات الشركات بدقة والتسرع في اعتماد الخيار لاستلحاق قانون إنتاج الطاقة المتجددة وبيعها لمؤسسة كهرباء لبنان.
وقبل العقبات المالية، تبين أيضاً أهمية بلورة دراسة عن الأثر البيئي مع متابعة مسألة استملاك الأراضي التي يفترض أن تكون بعيدة من المناطق السكنية.
للطاقة الهوائية تقول أبي حيدر، أضرار ومخاطر ولا يمكن تثبيتها أبداً بين المنازل فهي تصدر أصواتاً ما يحتم أن تكون بعيدة كما أنها تشكل مصدر خطر على البيئة وتحديداً الطيور والتسبب بمقتلها ما يعني أن فاتورة العشوائية في اعتماد الطاقة الهوائية باهظة أيضاً بيئياً وإنسانياً.
وعن ترويج كثيرين لضرورة اعتماد الطاقة الهوائية كتوأم مع الطاقة الشمسية مع قرب فصل الشتاء، تحذر أبي حيدر من هذه الخطوة ومن العشوائية في تركيب الألواح والمراوح حيث يجب أن تخضع المساحة لدراسة جدية فليست كل المناطق اللبنانية صالحة لتشغيل الطاقة الهوائية تقول أبي حيدر مع تشديدها على أن اللجوء إلى هذا الخيار من الأفضل أن يكون على المستويين الوطني أو المجتمعي.
وفي الحديث أكثر عن الطاقة الشمسية، تنبه أبي حيدر إلى خطورتها التي بدأت تظهر في حوادث تسجل في أكثر من منطقة حيث تلعب البطاريات وكيفية تثبيتها دوراً مهماً في تفادي أي أضرار داخل المنازل مع توقعها المزيد من الحوادث المشابهة في فصل الشتاء داعية إلى اعتماد الحلول المجتمعية للطاقة المتجددة عبر اتحادات البلديات لا بل أكثر على مستوى البلديات بحد ذاتها مشددة على أن المواطن اليوم في وضع لا يحسد عليه ويحاول قدر المستطاع ألا يبقى تحت رحمة أصحاب المولدات الخاصة.
ومن الحلول التي يمكن اعتمادها قد تكون باستجرار الطاقة من منطقة إلى أخرى ووضع طاقات شمسية وهوائية في مناطق مناسبة يتم نقلها لاحقاً للمناطق المستفيدة وكل ذلك يحتاج إلى قانون لتنظيم العملية وهو ما يلحظه قانون الطاقة المتجددة.
ووفق المتداول حسب الخبراء، الجدير ذكره أن قدرة التوربين الصغير يبلغ 10 كيلوواط بإمكانه أن يولد نحو 16000 كيلو واط ساعة سنوياً، فيما توربين الرياح الكبير يولد نحو 1,8 ميغاواط من الكهرباء، كافية لتزويد 600 عائلة بالطاقة الكهربائية.
وبغية تركيب التوربينات يجب معرفة حجم الرياح المفترضة في منطقة معينة وكذلك مدى سرعتها التي بإمكانها أن تزيد في الطاقة المنتجة، بمعنى أن وجود توربين في منطقة تشتد فيها سرعة الرياح تؤدي إلى توليد طاقة كهربائية أكثر من منطقة أخرى تنخفض فيها سرعتها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! |