الجوقة بانتظار الرئيس
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
“إن لبنان يمر بأسوأ وأخطر مرحلة عرفها في تاريخه وإن هذه المخاطر والتحديات يتم مقاربتها من قبل البعض بأسوأ وأخطر عقلية عرفتها الحياة السياسية اللبنانية في كل حقباتها كيداً ونكداً وحقداً ونبشاً للقبور وانفصالاً عن الواقع”.
سمع العونيون “تشخيص” رئيس مجلس النواب للعهد العوني و”طنّشوا”.
وسمعوا من الدكتور سمير جعجع في قداس الشهداء كلاماً من نفس العيار الموجود في خطاب بري، فقال بالصوت العالي “إن الرئيس الحالي ليس رئيساً قوياً بل أضعف رئيس في تاريخ لبنان، باعتبار أنه خاضع، وقد ضحّى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية” فطار ما بقي لديهم من صواب. فانخرط العاقل والجاهل والراسب والناجح والمعتدل والمتطرّف في مهرجان الشتيمة، قبل أن يتوّج الرئيس باسيل حملة الردود بمخزون لا ينضب من الحقد الماروني ـ الماروني.
وهذه باقة من الردود فاح عطرها في 24 ساعة:
النائب الراسب في انتخابات المتن الشمالي إدغار المعلوف (المعروف بإيدي) إستعار صورة الممثل الكوميدي نعيم حلاوي، بدور أبو عبدو، مع جملته المأثورة في برنامج ما في متلو: قرّفتنا يا زلمي. لو يعرف رأي نعيم السياسي لفكّر مرتين واستعان بسواه لملء خوائه.
نائب جبيل سيمون أبي رميا غرّد “الرئيس عون ليس بحاجة لشهادة متعامل (أو عميل) مع إسرائيل في الثمانينات، ولا لمتآمر مع القوات السورية ضد المناطق الحرة في بداية التسعينات، ولا لخانع وخاضع أمام الإملاءات الخارجية في كل الأوقات” لكنه احتاج إلى المتعامل والعميل والمتآمر والخانع كي يفك عقدة الرئاسة وهو في بداية العقد التاسع.
النائب العلّامة سليم عون، الظاهرة الفريدة غرّد كعالم فلكي أُرسل ليبشر اللبنانيين بعون: “ما حلّن يعرفوا إنّو ظاهرة ميشال عون ما بتنتهي، ظاهرة غير مرتبطة لا بزمان ولا بمكان، وإذا بعد لليوم ما تعلّموا من كل تجاربن وتجارب غيرن، عبس بعد يتعلّموا”
عبِس يا سليم. عبثٌ يا فهيم. عبث أن يتعلّم الآخرون من تلك الظاهرة السرمدية الأقرب إلى نجم مذنّب عابر للفضاء.
نائب كسروان، السيدة الوزيرة ندى البستاني سمعت. قرأت وحللت ووصّفت “خطاب حقود بيشبهو، هو يللي باع لبنان والمسيحيين من الـ ٨٩ لليوم. الرئيس القوي هو يللي مشكّل هاجس لكل الحقودين، هو يللي ما ساوم وما مضي عالطائف وما بيمضي على التجنيس ولا التوطين وما بيتنازل عن الحدود البحرية والنفط والغاز. الأكيد إنو ما بدنا رئيس تاريخو حافل بالإجرام ومرتهن للخارج!”
هذا التحليل الرصين يدفع إلى السؤال، أليس للغباء السياسي حدود؟ كيف يمكن اختصار الرئيس القوي بمن شكّل (ويشكّل) هاجس لكل الحقودين. ومن وافق على التوطين ليُنسب رفضه لعون. وأين مكمن قوة العهد وليس في سنوات حكمه الست إنجاز واحد، سوى الإستلهام من سيرة بطولاته: يستطيعون سحقي ولن يأخذوا توقيعي.
الجوقة العونية تولّت التحمئة وتهيئة المناخات ووضع الحطب تحت “قدرة” العظام بانتظار الصهر ـ الرئيس.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |