سقوط أخلاقي لجبران باسيل!
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
لم ينتهِ النائب جبران باسيل سياسيّاً. لا ينتهي السياسي في لبنان إلا حين يموت. بل أحياناً يبقى حيّاً، حتى بعد الممات.
إلا أنّ باسيل سقط أخلاقيّاً، وانضمّ رسميّاً إلى الطبقة السياسيّة الفاسدة، لا بل ارتكب ما لم ترتكبه. سقوط باسيل الأخلاقي مردّه إلى الحرب الداخليّة التي يخوضها، عبر أدواته، ضدّ شخصيّات في التيّار الوطني الحر. فهو يقف، منذ أشهر وربما منذ سنوات، وراء حملات تستهدف نوّاباً في “التيّار”، بهدف بسط نفوذه في التكتل النيابي الذي يرأسه. هو حاول تشويه صورة نوّاب، ووقف في طريق انتخاب الياس بو صعب نائباً لرئيس المجلس النيابي وفشل، وسعى إلى خسارة مرشحين من “التيّار” لصالح آخرين.
وهو، أيضاً وأيضاً، ترك بعض حاشيته تهاجم نوّاباً بقسوة، كما حصل مع سيمون أبي رميا في جبيل وأسعد درغام في عكار. وأحاط نفسه بثلاثة نوّاب رئيس يرتكبون جميعاً هفوات فظيعة في الإعلام، ولعلّ ارتكابة منصور فاضل الأخيرة تنسينا قصّة مي خريش والسجاد الإيراني. وما هو أسوأ ممّا فعله فاضل أنّ باسيل حماه، ولم يحاسبه، واستخدم قاضية العهد غادة عون لتركه مع فرّامة المخدرات. ومع ذلك، توعّد فاضل بمحاسبة من يتطاول عليه، ولكن بعد نهاية العهد، من دون أن يخبرنا كيف سيفعل ذلك. هل عبر “زعرانه” الذين يرافقونه في تنقلاته، أم عبر عناصر من حزب الله الذي لا يفوّت فاضل فرصةً إعلاميّة إلا ويشيد به.
وسقوط باسيل أخلاقيّاً استمرّ مع تسريبه خبر فصل زياد أسود من “التيّار”. يفصل مناضلاً بسبب موقف، ولا يفصل نائبه صاحب الفرّامة.
كذلك، سقط باسيل أخلاقيّاً حين اتّهم كلّ من ينتقده بتقاضي الرشوة، وكأنّه منزّه عن كلّ عيب. وسقط حين هاجم نبيه بري ثمّ تحالف معه، وحين جدّد لرياض سلامة ثمّ هاجمه، وحين أتى بوزراء لم ينجزوا ما هو أفضل من رمي الحجارة على أرض العدو…
وعلى ذكر الوزراء، هل شاهد جبران باسيل أحد الفيديوهات التي انتشرت عن داخون معمل الزوق الحراري. هل “ما خلّوه” مع وزرائه المتعاقبين أن يضع “فيلتر” يحمي الناس، ومنهم من انتخب مرشّحته ندى بستاني، من السموم؟
إنّه سقوط أخلاقي، وهو أسوأ بكثير من السقوط السياسي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |