حتى الاعتناء بشعركِ بات مكلفاً… الأزمة الاقتصادية تُطيح بصالونات تصفيف الشعر في لبنان
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
تاج المرأة هو شعرها، فمن منا لا تتمنى أن يكون شعرها لامعاً جذاباً ومصففاً طوال الوقت! هذا التمني أصبح صعباً عند النساء اللبنانيات! فحتى قطاع تصفيف الشعر طالته الأزمة الاقتصادية “الثقيلة”! من كانت تزور صالونات تصفيف الشعر مرتين في الأسبوع، تخلّت عن هذا التدليل الذاتي، واكتفت بزيارة كل شهر أو حتى كل شهرين وعند الضرورة! وبالتالي، تأثّر سلباً أصحاب هذه المهنة الذين قضوا عمراً فيها.
أسعار تصفيف شعر خيالية!
في جولة حديثة على بعض أصحاب صالونات التجميل الرفيعة والمعروفة في البلد، قد تصدمكم الأسعار! فعند بعض المصففين وصلت تسعيرة قص الشعر وتصفيفه إلى 50$، أما عند غيره فحوالي 40$ و30$… أرقام قد تساوي ربع أو ربما نصف مدخول شهري! أما بالنسبة لصالونات محلية أخرى، فأصبحت تساوي تكلفة صبغ الشعر حوالي مليون ليرة. مبالغ لم نعتد بعد عليها، وما كان من اللبنانيات إلا أن تدرّبن في البيت على تصفيف شعرهن وصبغه في البيت!
65% من صالونات تصفيف الشعر أقفلت حتى إشعار آخر
في تصاريح سابقة، أوضح رئيس نقابة أصحاب صالونات التزيين النسائي في لبنان أكرم رضوان أن وضع صالونات التجميل صعب جداً، في البداية مع تفشي وباء كورونا، وحالياً مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، إذ قد أقفل نحو 65% منها، بسبب عدم إمكانية تسجيل أرباح ولو بسيطة تزامناً مع ارتفاع الدولار الكارثي. أما بعض الصالونات التي لا تزال مستمرة، فقد تكون غير قادرة على رفع الأسعار بحكم مركزها الجغرافي ومستوى زبائنها المادي. لكن في المقابل، هناك صالونات قادرة على الزيادة بسبب تواجدها في مناطق معينة، وتستهدف شريحة معينة من الزبائن. لكن للأسف، 14 ألف صالون تجميل أغلقت أبوابها في عام 2021 و80 ألف موظف يعملون في هذا المجال أصبحوا عاطلين عن العمل.
تحديات عديدة يواجهها أصحاب صالونات تصفيف الشعر!
في مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان” مع جهاد حداد صاحب أحد الصالونات، أوضح أن قطاع تصفيف الشعر واجه أزمتين في الوقت نفسه، الأولى هي الأزمة الاقتصادية، والثانية هي الإقفال الذي فرضه وباء كورونا، ويقول: “واجهنا مشاكل عديدة كغلاء المنتجات المستخدمة في الصبغة والعناية بالشعر التي تسلّم بالفريش دولار، لكن الصعوبة الأكبر كانت في تأمين الطاقة”. وشرح حداد، كيف أن طريقة العمل تبدّلت كثيراً، خاصة لناحية المواعيد وحصرها في أوقات متقاربة، وذلك بهدف توفير الطاقة.
أما بالنسبة لرفع الأسعار، فأوضح حداد أنهم بدأوا بزيادة الأسعار بشكل تدريجي وذلك بسبب تأرجح الدولار وعدم استقراره، لكن لاحقاً اتُخذ القرار بالتسعير بالدولار، والدفع على سعر السوق السوداء اليومي لتفادي الخسارة. بما يخص عدد الزبائن، فمن الطبيعي أن يقلّ قليلاً بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، لكن أكثر ما أدى إلى ذلك هي الهجرة التي زادت في الآونة الأخيرة، والتي طالت عدداً كبيراً من زبائن الصالون. وأضاف: “من الناحية الإيجابية، زبوناتنا وفيات وما زلن يزرن الصالون لتصفيف شعرهن أو صبغه أو الاعتناء به. أما بما يخص أذواق الزبائن ونوعية اختياراتهم، فهناك اتجاه إلى التسريحات Simple والطبيعية، حتى في المناسبات والحفلات، أما الخدمات الأخرى الروتينية كالقص والصبغ فلا زالت كالمعتاد”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |