لقاء عون – ميقاتي: كلام التأليف إلى ما بعد نيويورك وملف ترسيم الحدود البحرية يتقدم…

كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:

من يستمع إلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي يقول “المرة الجايي رح ننام هون حتى تشكيل الحكومة” بعد اللقاء مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، يخال إما أن هناك معطيات مشجعة للتأليف أو الهدف إضفاء أجواء تفاؤلية. إلّا أنه من الواضح أن مصير التأليف الحكومي لا يزال مجهولاً وكذلك الاستحقاق الرئاسي، فيما يبدو أن مسار ترسيم الحدود البحرية يشق طريقه بفعل الجدّية التي تطغى على الاتصالات التي تحصل على أكثر من مستوى.

مصادر سياسية أكدت لموقع “هنا لبنان” أنّ اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تناول ملف تأليف الحكومة إلّا أنّه بقي معلّقاً في تفاصيله إلى حين عودة الرئيس المكلف من اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك حيث سيلقي كلمة لبنان كرئيس للوفد اللبناني.

وأوضحت المصادر أنه إلى حين عودة الرئيس ميقاتي لن يُسجل أي تطور جديد في هذا الملف، ولكن هناك تصميم على وجوب تأليف حكومة جديدة حتى وإن كان ذلك ضمن ربع الساعة الأخير، لافتة إلى أنّ جهداً يُبذل من أجل إنجاز التشكيل الحكومي قبل عشرين يوماً من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية لأن المهلة ستضيق لا سيما أنّ عملية إنجاز التشكيل الحكومي تتطلب وقتاً ما بين إصدار المراسيم وإعداد البيان الوزاري وإقراره ونيل الثقة على أساسه في مجلس النواب، ما يستدعي الإسراع في بت الأمر قبل منتصف الشهر المقبل.

أما كيف سيُعاد تحريك الملف، فإن المصادر لفتت إلى أنّ تواصلاً جديداً سيتم بين الرئيسين عون وميقاتي من دون معرفة ما إذا كانت هناك من طروحات جديدة أو سيبقى الملف في حالة دوران في الحلقة المفرغة نفسها، وسط معطيات تشير إلى أنّ رئيس الجمهورية على رأيه بزيادة 6 وزراء إلى التركيبة الحكومية الحالية إلّا أنّ المصادر كشفت أنّه لا يمانع ببقاء تركيبة الـ 24 وزيراً إذا أدخلت التعديلات المناسبة عليها قائلة إن الأمر متروك لسير المشاورات بينه وبين رئيس الحكومة المكلف.

ولفتت المصادر إلى أنّ الأوضاع في البلاد تفرض إنجاز ملف تأليف الحكومة في أقرب وقت ممكن، لأن ملف الاستحقاق الرئاسي غير واضح وما من عنصر جديد في هذا الملف، ولم يعلن أيّ فريق سياسي ترشيح أو تأييد أحد، والأمر نفسه ينطبق على الكتل النيابية.

ورأت المصادر أن ما من مبادرات في موضوع الانتخابات الرئاسية سوى مبادرة النواب التغييريين التي دعت إلى انتخاب رئيس خارج الاصطفافات وهي بحسب البعض مجرد استطلاع رأي أكثر من مسألة دعم أو تسمية أو تبني مرشح ما.

وأوضحت المصادر أنّ المواقف السياسية من الملف الرئاسي لا تزال متباعدة كلياً بين الأفرقاء السياسيين وبالتالي لا مؤشرات ملموسة في ملف الرئاسة في حين أنّ الملف الجدي الوحيد هو ترسيم الحدود البحرية لا سيما بعدما سجلت خطوات أساسية فيه انطلاقاً من لقاءات الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين وساد انطباع أنّ البحث جدي لإنهاء الملف وأنّ مصلحة كل من لبنان وإسرائيل تقتضي إنجاز الترسيم، إذ أنّ إسرائيل تحتاج إلى استخراج الغاز بدءاً من الشهر المقبل خصوصاً أنّ لديها التزامات خارجية في هذا الأمر. في حين أنّ من مصلحة لبنان حسم الموضوع لا سيما أنّ وضعه الاقتصادي الصعب مهترئ.

وقالت المصادر أنّ ما ينمّ عن السرعة في تحريك الملف هو إرسال الوسيط الأميركي الإحداثيات بما يعرف بالخط الأزرق البحري خلال 48 ساعة ولبنان قابل هذا الأمر بسرعة مماثلة حيث تولى فريق فني إسقاط الإحداثيات على الخارطة، وفُهم أنّ هناك ملاحظات يبديها لبنان حول هذه النقطة قبل إرسال هوكشتاين الاقتراحات الخطية النهائية والتي على أساسها يُحدد كل من لبنان وإسرائيل موقفه.

وتوقعت أن يتم تحديد هذه المواقف نهاية الأسبوع المقبل، وكررت التأكيد أنّ هناك نية لإنجاز الترسيم قبل نهاية شهر أيلول بسبب التزام إسرائيل البدء باستخراج الغاز في الشهر المقبل. وهناك حاجة إلى توفير أجواء هادئة أمنياً وسياسياً في المنطقة تفادياً لأيّ وضع مضطرب يؤدي إلى عرقلة الاستخراج.

وكررت المصادر أنّ ملفّ الترسيم ليس مرتبطاً لا بالانتخابات النيابية الإسرائيلية ولا بالاستحقاق الرئاسي اللبناني وأنّ الجهد لا يزال قائماً لإتمامه قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية.

ويبقى أن أي تطور في الاتصالات حول هذه الملفات كفيل بإحراز تقدم أو تراجع، كل ذلك رهن بالنوايا.

مواضيع مماثلة للكاتب:

حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً…

هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟

ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي