أخطاء المايسترو
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
أخطأ “دولة الأستاذ”، الخبير المحلّف في إدارة التوازنات، في الدعوة إلى عقد جلسة مناقشة الموازنة العامة لسنة 2022 يوم إحياء الذكرى الأربعين لاستشهاد رئيس الجمهورية بشير الجميّل. لا قبل ظهر 14 أيلول ولا في مساء ذاك اليوم كان مقبولاً، من الناحية الأخلاقية، عقد جلسات لن “تشيل” الزير من البير. والنتيجة كانت عدم اكتمال النصاب من ميل ومناسبة سياسية حاشدة من ميل مضاد.
وأخطأ الرئيس “المكحكح” في الدعوة إلى مناقشة العريضة النيابية المتصلة بقضية محاكمة النواب الذين طلب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار رفع الحصانات عنهم، وإحالتهم إلى المجلس الأعلى لمحاكمة النواب والوزراء. والهدف اليتيم للجلسة كفّ يد المحقق عن القضية، لا الوصول إلى الحقيقة.
وأخطأ الرئيس “التاريخي” للبرلمان، في الدفع باتجاه طعن لائحة “الأمل والوفاء” مجتمعةً، بنيابة فراس أبي حمدان، لدعم طعن مرشحه مروان خير الدين الحائز على عدد متواضع من الأصوات، ما يشكّل سابقة لا يُفهم منها إلا إفهام من يعنيهم الأمر في المجلس الدستوري بأن الطعن جديّ جداً!
وأبعد من توالي الأخطاء. لماذا أقدم الرئيس بري على خوض الإنتخابات أساساً وهو في منتصف العقد التاسع؟ ثمة من يهمس أن “دولته” اختار مواصلة مسيرته النيابية المديدة، تجنباً لصراع الورَثة، فكانت معركته الإنتخابية الأخيرة في شهر أيار الماضي، كسابقاتها، أقرب إلى نزهة، لانعدام وجود منافسين جديين لزعيم شعبي يتمتع بلياقة ذهنية عالية.
وقيل أن أحد أسباب استمرار “الأستاذ” لدورة نيابية جديدة افتقار الساحة الشيعية إلى قامة سياسية توازي بري من جهة وقادرة على التواصل مع أميركا و”فكفكة” ألغام الترسيم البحري من جهة أخرى. إلى ذلك فالشيعي القوي الطامح لشغل موقع بري عليه أولاً ألّا يتمنى “الموت لأمريكا” مع إشراقة كل شمس، فمن سيكون؟ وما هو أوّل حرف من اسمه؟
وقيل بصوت مخفوض، أن بري، لم يكن بوارد مغادرة سكناه في قصر عين التينة قبل ما “يفّل” الرئيس الجنرال من بعبدا. فبين الرئيسين عداوة يحرصان على تظهيرها كلّما دعت الحاجة.
لندع الأقوال هذه في جعبة الإفتراضات والتأويلات، فالرئيس نبيه بري، واجه منذ بداية هذه الولاية خريفاً قاسياً، وتراجعاً في الأداء، وإرباكاً في إدارة الجلسات ووهناً سياسياً. الحالات الأربع تظهّرت في انتخابات رئيس المجلس ونائبه، وكانت الأسوأ بنتائجها إذ اكتفى بري بـ 65 صوتاً حصل عليها بـ “حلاش الحمص” بمقايضات إضطرارية مع خصومه الألداء.
وواجه بري صعوبة في ضبط شغب التغييريين وجنوحهم ما اضطره في إحدى الجلسات التشريعية للزجر والزئير لإسكات الطلّاب الجدد والطالبات بشكل خاص.
والمهمة الأصعب على المايسترو، إمساك عصاه من الوسط لدوزنة انتخابات ما بعد بعد ميشال عون. فهل ينجح وينتقم من الأعوام الست العجاف؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
شعب +جيش- مقاومة | مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد |