إلى حزب الله وحركة أمل: بشير الجميِّل لم يسقط… سهوًا
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
بشطبةِ قلم من محافظ، تعطِّلت الدولة في الجنوب!
منذ ست سنوات، أصدر محافظ الجنوب والنبطية القاضي محمود المولى مذكرة إدارية قضت بتعطيل الإدارات الرسمية في محافظتي الجنوب والنبطية، اعتبارًا من الساعة 12 من ظهر الأربعاء 31 آب 2016، إفساحًا في المجال أمام الوفود الشعبية المتوجِّهة إلى صور للمشاركة في ذكرى تغييب الإمام الصدر. المذكرة شملت يومها تعطيل المؤسسات العامة واتحاد البلديات والبلديات ضمن نطاق محافظتي النبطية ولبنان الجنوبي.
الرئيس نبيه بري يريد أن يحشد للمهرجان، كيف يحشد والموظفون (المحسوبون عليه والذين توظفوا على يديه) في أشغالهم؟ إذًا، عطِّلوا لتحضروا المهرجان! قرار مخالِف ارتكبه المحافظ، ولكن مَن يحاسِب مَن يغطيه الرئيس بري؟
بعد ست سنوات، وقبل ستة أيام من ذكرى اغتيال رئيس الجمهورية المنتخب الشيخ بشير الجمِّيل في 14 أيلول، يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى عقد جلسة عامة في تمام الساعة الحادية عشر من قبل ظهر يومي الأربعاء والخميس الواقعين في 14 و15 أيلول الجاري 2022 وكذلك مساء اليومين المذكورين وبعد ظهر يوم الجمعة الواقع في 16 أيلول الساعة الثالثة، لدرس وإقرار مشروع الموازنة لعام 2022.
دققوا جيدًا: 14 أيلول قبل الظهر ومساءً، أي في الوقت الذي ستقام فيه ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل.
الدعوة وجهها الرئيس بري في الثامن من أيلول أي قبل ستة أيام من الذكرى، أي أنه كانت لديه ستة أيام للتصحيح، بناءً على تمنيات ومناشدات، لكنه لم يفعل، إذ أصر على عقد الجلسة التي لم يكتمل نصابها، (حضر 57 نائبًا فقط، بينهم من أنصار الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي نفذ أحد عناصره حبيب الشرتوني اغتيال الرئيس الشيخ بشير الجميل) وعدم الحضور شكَّل الرد على تغافل وتعالي الرئيس بري عن المناسبة، وهو بالمناسبة رئيس حركة أمل التي لم تتفق يومًا مع الرئيس بشير الجمِّيل.
المعروف عن الرئيس نبيه بري أنه يملك “ذاكرة الجَمَل”، ولا يفوته شيء ولا ينسى أي شيء، حتى يقال أنه يحفظ أسماء جميع الذين وظفهم في إدارت الدولة وهم بالآلاف، فكيف فاته تاريخ 14 أيلول ذكرى اغتيال رئيسٍ للجمهورية؟
وللإنصاف، لم يكن الرئيس بري وحده مَن كان مصرَّا على عقد الجلسة، حزب الله كان مصرًا أيضًا وانتقد عدم انعقاد الجلسة، فعلى قاعدة “مِن إعلامهم تعرفونهم، جاء في مقدمة نشرة أخبار تلفزيون المنار الناطق باسمِ حزب الله: “في البلد غير المتزن تطيح المزايدات بجلسة نيابية خصصت للموازنة، ويصبح نبش المناسبات ضرورياً بما يناسب أهل النكايات”.
هكذا “ذكرى اغتيال رئيس جمهورية” هي بالنسبة إلى حزب الله “نبش المناسبات بما يناسب أهل النكايات”… هذا يعني أن الذين أقاموا ذكرى اغتيال بشير الجميل هم “أهل نكايات”! لا عجب في ذلك، فمَن يصفون مَن اغتالوا الرئيس رفيق الحريري بأنهم
“قديسون”، لا عجب في أن يصفوا محبي بشير الجميِّل بأنهم “أهل نكايات”.
تعالوا لنريحهم: إما تعطيل في كل المناسبات ولا سيما مناسبات الإغتيالات، وإما لا تعطيل لأحد: بشير الجميل اغتيل وهو رئيس جمهورية، وبعده اغتيل رينيه معوض وهو رئيس جمهورية، ومن رؤساء الحكومات الذين اغتيلوا: الرئيس رياض الصلح والرئيس رفيق الحريري والرئيس رشيد كرامي، ومن الشخصيات والمراجع الدينية، المفتي حسن خالد والزعيم كمال جنبلاط، من دون أن ننسى شهداء ثورة الأرز، وعليه فإما التعطيل في ذكرى هؤلاء جميعًا، وإما اعتماد يوم واحد، جامع “للذكرى”، وإما لا تعطيل لأحد منهم. هكذا لا تُترَك الأمور لاستنسابية الرئيس بري.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |