هل تفتح المدارس الرسمية أبوابها في الثالث من تشرين الأوّل المقبل؟
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
الأنظار كلّها تتجه صوب العام الدراسي لهذه السنة، فبين ويلات الأقساط وأسعار أساسيات التلاميذ لدراستهم من الكتب، الدفاتر، القرطاسية… وبين الحالة المعيشية ورواتب المعلمين… كثيرة هي الأعباء في لبنان.
فعلى مدى الأشهر الماضية كانت الفعاليات التربوية، الأهل والمدارس جميعهم يدقون ناقوس الخطر حيال مصير العام الدراسي، ولكن كالعادة كان يتم تأجيل الأمور والحلول مع كل الأزمات التي يعيشها الشعب، وصولاً إلى هذه الفترة من السنة.
ففي حين انطلقت الدراسة بعدد كبير من المدارس الخاصة، بقيت علامات الاستفهام بارزة تجاه المدارس الرسميّة، هل ستفتح أبوابها؟ وما مصير كل من التلاميذ والأساتذة؟
يُجيبنا عن هذه التساؤلات أحد مُدراء الثانويات الرسميّة، ويُشير إلى أنّ هناك قراراً بفتح أبواب المدارس الرسمية في الثالث من تشرين الأوّل المقبل حتى الآن، وهذا القرار صدر عن وزارة التربية والتعليم العالي، والأمور مرهونة للأيّام المقبلة، حيث أنّ المشكلة تكمن في تأمين الدعم والحوافز التي سيتم منحها للأساتذة لأنّ الراتب الأساسي لا يكفي لتأمين التنقلات من مكان السكن إلى مكان العمل.
وبالتالي هناك ترقّب لما سينتج عن حوار وزارة التربية والجمهوريّة اللبنانية مع الجهات المانحة التي تربط دفع المُستحقات بدمج النازحين السوريين، كما عُلِم مؤخراً.
وعلّق على هذه النقطة بالقول أنّه بالطبع هذا الحديث ليس من بابٍ عنصري، بل من بابٍ تربوي ووطني، فمن المعروف أنّ الدولة اللبنانية تؤمّن التعليم للنازحين السوريين خلال فترة ما بعد الظهر، ولا حاجة للدمج لأنّ هذه الخطوة ستؤثر سلباً على مستوى الشهادة اللبنانية وعلى مستوى التعليم اللبناني، كما ستؤثّر على تأمين التعليم الشامل للطلاب اللبنانيين، بحيث ستشهد المدارس الرسمية اكتظاظاً كبيراً، مع العلم أنّ معظمها ليست مؤهلة لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من التلاميذ.
وبذلك سيكون الطلاب اللبنانيين ضحية لهذا الإجراء، إذ أنّ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات المانحة لا تنظر إلى اللبناني، بل تنظر إلى النازح السوري في لبنان وهذا أمر مؤسف وغير إنساني.
وبالتالي العام الدراسي يرتبط بالتطورات التي سيشهدها هذا الوضع، وفي حال سيتم تأمين الحوافز، وأن تساهم هذه الدول المانحة مع الدولة اللبنانية في تأمين العام الدراسي، لأنّ الدولة اللبنانية تكبّدت الملايين الطائلة في سبيل تعليم السوريين وفي سبيل استضافتهم.
أمّا عن الحلول فيوضح في حديثه لموقع “هنا لبنان”، أنّه وبحسب المعلومات المتوفرة فوزارة التربية تعمل على إيجاد الحلول المناسبة لهذا الوضع، وبالتالي هناك تسهيلات من الأساتذة حيث باشروا بتسجيل الطلاب من الخامس عشر من شهر أيلول الجاري، والإدارات ستفتح أبوابها لتسجيل الطلاب، ريثما يتم تأمين الحقوق والمطالب والوصول إلى الحلول المُرضية للجميع.
نظرة مستقبلية لما تعيشه المدارس الرسمية
من هذه الناحية، يقول أحد مدراء الثانويات الرسميّة أنّه ليس هناك من نظرة مستقبلية بل هناك دعوة إلى أن تتصرف كل جهة انطلاقاً من خلفيتها الوطنية ومن الحس الوطني، ومن مسؤولية كل إنسان، أكان بموقع السلطة أو من الأفراد كالمدراء والأساتذة والمعلمين مع الطلاب والأهل… دعوة ليتصرّف الجميع بمسؤولية تجاه هذا الوضع، لأنّ القضية هذه؛ قضية وطن وقضية مستقبل حول التربية الوطنية اللبنانية.
ويضيف أنّ التربية هي ثروة من ثروات لبنان وعلينا المحافظة عليها، من هنا على الجميع التصرّف بمسؤولية من ناحية تأمين الاستقرار الاجتماعي والسلام النفسي للأساتذة ليتمكنوا من تأدية واجبهم في التعليم. وبالمقابل من المهم تأمين الأساسيات للتلاميذ وذويهم ليتمكنوا من الاستمرار.
على أن تختفي هذه الغيمة السوداء التي تخيّم فوق هذا الوطن وكل مؤسساته، وعلى أمل أن نصل إلى عام دراسي جيد ومُثمر هذه السنة.
وفي الختام لا يسعُنا إلّا أن نُردّد ما كتبه يوماً جبران خليل جبران: “بِالعِلْمِ يُدْرِكُ أَقصَى المَجْدِ مِنْ أَمَمٍ، وَلا رُقِيَّ بِغَيْرِ العِلْمِ لِلأُمَمِ”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |