اتفاق متوقع للمعارضة على اسم موحد
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
انتهى جس النبض الرئاسي وبدأ الاستعداد الجدي لدى كل الفرقاء للتعامل مع الاستحقاق الرئاسي بمنطق حسم الخيارات. وفي حين وضع حزب الله الانتخابات الرئاسية في ثلاجة الانتظار، لأنه لم يصل إلى الجهوزية اللازمة للتعامل مع الاستحقاق لا من ناحية ترتيب بيته الداخلي والعلاقة بين حليفيه، ولا من ناحية جهوزية الوضع في المنطقة المهيئ لبدء التفاوض على الملف اللبناني، يستعد خصوم الحزب لأول عملية تنظيم للصفوف، يفترض بها أن تؤدي قبل منتصف تشرين الأول المقبل إلى الاتفاق على اسم تجمع عليه كل قوى المعارضة، ويكون عنواناً لمعركتها المقبلة التي ستحمل الكثير من المعاني والأهداف.
في المشهد المعارض ما يمكن الرهان عليه للوصول إلى هذا التوحيد والمؤشرات يمكن اختصارها بالآتي:
أولاً: اقتربت العلاقة بين كتلة التغييريين والقوى المعارضة على اختلافها من مرحلة التفاهم العميق على معايير المرشح المطلوب وبات النقاش في الأسماء، وما يتجاوز النقاش في الأسماء أهمية، طبيعة العلاقة وتطورها، خصوصاً بعد الزيارات التي قام بها وفد النواب التغييريين للقوى السياسية، التي لن يبقى منها إلا التقارب مع قوى المعارضة باعتبار أن لا شيء يجمع قوى التغيير مع قوى 8 آذار.
ثانياً: رست العلاقة بين قوى المعارضة ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على معادلة واضحة، يمكن اختصارها بالآتي: قام جنبلاط برحلة الذهاب إلى فتح الأبواب مع حزب الله، لكن رحلة الإياب التي بدأت لن تضع جنبلاط في خانة الحزب بل ستؤدي إلى أن يحمل جنبلاط إلى الحزب اسم توافقياً للتفاوض، وهذا يعني أن جنبلاط لن يصوت لمرشح الحزب بل سيفاوض الحزب من موقعه الذي يحرص بتمسكه به، أن لا يتخطى الخطوط السعودية الحمراء، وأن لا يذهب بعيداً إلى تلبية شروط حزب الله. وبناء على هذه النصف استدارة الجنبلاطية، تبحث قوى معارضة مع جنبلاط في تضييق لائحة الأسماء التي يمكن اعتمادها، والتفاوض على أساسها، وقد بدأ استعراض بعض الأسماء التي تمتلك هذه المواصفات.
ثالثاً: اقتربت جهود دار الفتوى في تحقيق لم شمل النواب السنة وأغلبيتهم على وجه التحديد. هذه الجهود تحظى بمباركة عربية، وهي ستتوج بتوحيد موقف هؤلاء النواب وإدخالهم في التفاهم الكبير حول اسم الرئيس، الذي يفترض أن يكونوا جزءاً منه، ولن يقل عدد هؤلاء عن العشرين نائباً من أصل 27 نائباً سنياً، وهو عدد كافٍ لتعزيز القدرة على الذهاب إلى المرحلة الثانية من المعركة الرئاسية، التي تفترض بداية الضغط على رئاسة المجلس النيابي لتحديد جلسة انتخاب ضمن المهلة الدستورية المحددة لانتخاب الرئيس.
من الآن وإلى منتصف تشرين الأول المقبل سوف يتبلور الاسم الذي ستخوض المعارضة به معركة الرئاسة، اما٥ لدى دوائر حزب الله فمن الصعب أن يستطيع الحزب التوفيق بين متطلبات حلفائه والتوازنات في المنطقة، وبالتالي فهو سيتجه إلى تعطيل انتخابات الرئاسة، حتى إشعار آخر، فيما ستحظى المعارضة بورقة سياسية ثمينة، إذا ما توصلت إلى إنتاج مرشح رئاسي متفق عليه.
في بورصة المعارضة أسماء معدودة، تنطبق عليها معايير التعامل مع المرحلة المقبلة، ومن هذه المعايير أن لا يكون الاسم المتفق عليه خاضعاً وبنفس الوقت أن لا يكون استفزازياً. هذان المعياران لا ينطبقان فقط على الشخصيات المدنية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |