باسيل يقطع طريق بعبدا أمام كل المرشحين…” أنا أو لا رئيس”!
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
لأنه بات خارج السباق الرئاسي، وفهمَ رسالة حليفه حزب الله بأنه لن يكون مرشحه للرئاسة، لا هو ولا سليمان فرنجية، يعمل رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل على وضع كل مرشحي الرئاسة ضمن هذا المشهد، مستعيناً بمقولة سابقة “إما عون رئيساً أو لا أحد”. لكن هذه المرة تبدّل الإسم، لتصبح المقولة “إما باسيل رئيساً أو لا أحد”، لذا أطلق نيرانه السياسية في كل الاتجاهات، حاصداً الإخفاقات التي لم تترك له صاحباً في السياسة سوى حزب الله، بعد أن ضرب الجميع بحجر واحد، واضعاً إياهم في رزمة ضمن إطار سياسي تكتيكي .
إلى ذلك يأتي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، في طليعة “المغضوب” عليهم رئاسياً من قبل باسيل، بعد أن برز في فترة معينة كمرشح قد يحظى بأصوات نيابية توصله إلى القصر، على خلفية طموح بدأ فعلياً منذ أكثر من 6 سنوات، ولن ينتهي إلا بتحقيقه ولو بعد حين، واللافت أنّ فرنجية يجهد للحصول على دعم رئيس “التيار” للوصول إلى بعبدا، على الرغم من كل شيء، لأنه محتاج إلى أصوات تكتل “لبنان القوي”، لذا ما زال يراهن على هذه النقطة، واضعاً الكرة في ملعب حزب الله، الذي ووفق المعلومات مستمر في لعب دور الوسيط بين التيارين اللذين باتا خصمين، منذ وصول العماد ميشال عون إلى سدّة الرئاسة في نهاية تشرين الأول من العام 2016. ومع ذلك ما زال فرنجية “يلعبها” سياسياً، موجهّاً الغزل السياسي في إتجاه باسيل، الذي لا يشاطره العواطف، ولا يريد ان يقدّم له الرئاسة على طبق من فضة، وقد قالها بالفم الملآن قبل فترة وجيزة، “لماذا أُصوّت لفرنجية؟ ولماذا أقدّم له الرئاسة وأفتح له درب بعبدا؟” مشدّداً على ضرورة أن يحظى الرئيس المرتقب بتمثيل نيابي وشعبي، فيما كتلة فرنجية النيابية لا تضم سوى نجله طوني، وهذا يعني أنه لا يملك شعبية سوى ضمن بقعة جغرافية محدودة، وهذا مرفوض وفق باسيل، الذي يُردّد دائماً بأنه الأول في التمثيل المسيحي، فيما الانتخابات النيابية الأخيرة أكدت بأنّ “القوات اللبنانية” ورئيسها الدكتور سمير جعجع، يحظون بشعبية مسيحية تفوق بكثير شعبية “التيار”.
إنطلاقاً من هنا بات فرنجية الذي لم يحظ لغاية اليوم بأي دعم أو تأييد علني من حليفه حزب الله، كما باسيل، الذي يعمل على إدخال كل المرشحين إلى الرئاسة المعلنين أو مَن يتم التداول بأسمائهم إلى تلك الخانة، منتظراً القرار الخارجي، ومفضّلاً الفراغ على وصول أي مرشح، لعلّ حظوظه تنقلب، ويكون اسمه ولو بعد حين وارداً على لائحة الواصلين إلى القصر الجمهوري، أي بعد ست سنوات ولربما أكثر، خصوصاً أنه مطمئن بأنّ أسهم رئيس تيار “المردة” قد خفّ وهجها كثيراً، لأنّ القرار الدولي إتخذ “لا رئيس من فريق الممانعة”، فالمرشح الحزبي والاستفزازي مرفوض، فيما الوسطي مطلوب بقوة كي يتماشى مع وضع البلد، والأطراف المتخاصمة ضمنه إلى ما لا نهاية، لذا الأسماء كثيرة والنتيجة واحدة، فخامة الفراغ يقترب، وباسيل أبعد كل المرشحين بعد وضعه الصفات المطلوبة في الرئيس، لكن بحسب قياسه السياسي، متمسّك دائماً بالشعبية التي لم يرها لدى أغلبية المرشحين، مع تناسيه لشعبية قائد الجيش العماد جوزف عون، لدى أكثرية اللبنانيين كمرشح وسطي مقبول من مجمل الأفرقاء.
في غضون ذلك نُقل عن مسؤول في “التيار الوطني الحر” قوله في مجلس خاص: “نحن كتيار سنفعل المستحيل لإيصال باسيل إلى الرئاسة، حتى ولو طال الوقت، ولن نتراجع مهما كانت الأسباب، لأنه يستحق هذا المنصب عن جدارة”، وفق ما قال المسؤول العوني.
