مأساة مراكب الموت تتكرر: الهجرة غير الشرعية… رحلات يوميّة ممنهجة؟
كتبت جيني رحمة لـ “هنا لبنان”:
لم يتخيّل العشرات ممن ركبوا القارب نهار الثلاثاء وانطلقوا من المنية باتجاه الشواطئ الأوروبية، أنّ رحلتهم ستكون قصيرة، وأنّ أحلامهم بحياةٍ أفضل ستُدفن معهم في بحر طرطوس. وبحسب معلومات “هنا لبنان”، فإنّ الأمواج المرتفعة أدّت إلى كسر المركب الذي كان على متنه ما لا يقلّ عن 150 شخصًا من الجنسيّات اللبنانية والسورية والفلسطينية. وتخطّت حصيلة الضحايا حتى اللحظة الـ 70 شخصًا. في وقتٍ لاحقٍ تمّ العثور على مركبٍ آخر تعطّل بين اليونان وتركيا، كان متوجّهًا إلى إيطاليا.
فيما وُجد كلّ من على متنه على قيد الحياة. وبحسب معلومات “هنا لبنان”، فإنّ عددًا من المراكب يغادر الشواطئ الشمالية يوميًّا في رحلات هجرةٍ غير شرعيّة. في هذا السياق، أكّد وزير الأشغال العامة علي حمية لـ “هنا لبنان” أنّ “الهجرة غير الشّرعية أصبحت منظّمة وممنهجة ومن يهاجر يبحث عن قوت يومه وبصيص أملٍ أمّا المشكلة الأساسية فتكمن عند المهرّبين.
من جهةٍ أخرى، رأى النائب السّابق علي درويش في حديثٍ لـ “هنا لبنان” أنّ “شاطئ الشمال واسع ولا قدرة على ضبطه بالكامل والأمر يحتاج لمجهودٍ أكبر من الأجهزة الأمنية والكشف عمّن يتاجرون بدماء الناس”. وتساءل عمّا إذا كان منظّمو هذه الرّحلات عصابات منظّمة ما يدفع بأعدادٍ أكبر من الناس باللجوء إليها”.
لاقت معاناة اللبنانيين وأهل طرابلس بالأخصّ من الأوضاع المعيشيّة الكارثيّة، من يستثمرها برحلات هجرةٍ غير شرعيّة وغير آمنة لتحقيق ملايين الدولارات على حساب أرواحهم. فهل من خطّةٍ ممنهجة تستهدف شمال لبنان؟