هكذا تُساعدون أطفالكم في ظلّ التعليم عن بُعد
غيّر وباء كورونا مبادئ الحياة كثيرا. ومن أبرز ما طرأ في السنة الاخيرة هو “التواصل عن بعد”، لا سيما على مستوى التعليم فكان الحل – كي لا يتوقف التدريس بشكل تام ويبقى الطلاب من دون اي متابعة – بـ”التعلم عن بعد”. وهو مختلف تماما عن التعليم الحضوري، الذي خلق تحديات للمدرسين والطلاب والاهل على حدّ سواء.
هذا الاسلوب الجديد من التعليم أفقد الطالب خصوصا صغار السن منهم ركائز أساسية منها التشجيع والتحفيز الكافي الذي كان يستمده من داخل غرفة الصّف.
فكيف يتعامل الأهل مع أطفالهم في ظل الصعوبات والضغوط التي يتعرضون لها؟ سؤال نناقشه مع الدكتور مرام حكيم (طبيب ومعالج نفسي عيادي)، الذي يرى أن المنهج سلبي لعدة أسباب، أبرزها:
– أولاً، الطفل يشعر بإنعزالية عن أصدقائه ويفقد روح الانضباط الذي تفرضه المدرسة والحياة الدراسية التي تساعد الطفل على إحياء أداء منظم.
– ثانيًا، يتعرض الطفل إلى اللهو والشرود نظراً لغياب التواصل المباشر فهذا يؤدي إلى عدم تثبيت الأفكار وتشتُتِها.
وماذا عن الايجابيات؟ يجيب الدكتور حكيم : هناك حسنات قد يكون اهمها الراحة التي يلجأ اليها الطفل (أكل، إكتساب ساعات اضافية نوم، توفير كلفة المواصلات…) ولكن يشدد: لا غنى عن التفاعل وجهاً لوجه لإيصال الأفكار والمعلومات.
أما عن الاهل، فيتوجه إليه الدكتور حكيم بنصيحة مفادها اعتماد “أسلوب المكافأة” للطفل وذلك لتحفيزه و تشجيعه، ومتابعة التلميذ ومراقبة طريقة عمله ومدى جدّيته… وصولا الى معاقبته إذا إحتاج الأمر، بمعنى آخر يجب أن يكون هناك توازن بين المكافأة والعقاب.
ويضيف: أما إذا اضطر الأهل للغياب عن الطفل وعدم مراقبته، فيمكن متابعة الدروس بعد العودة و الإطّلاع على أعماله المدرسية وإعتماد أيضاً مبدأ المكافأة.
ختاماً، هذه التغيرات التي طالت طريقة التعليم لا تمنع أساليب التربية المعتمدة وليس عبر التشدد وحسب بل عبر المراقبة والمتابعة اليومية والإهتمام الدائم… فهل أنتم جاهزون لتلبية حاجات أولادكم النفسية؟
مواضيع ذات صلة :
طلاب المناطق الحدودية بلا تعليم.. والـ “أونلاين” هو الحل | عبثيّة التعليم عن بعد: بداية تسرُّب مدرسي مقنّع؟ | أساتذة الثانوي: للمشاركة في اعتصام الأربعاء والتوقف عن التعليم عن بعد |