الخروج من قرى الجرد باتجاه بيروت لمن يجرؤ فقط.. ووزارة الأشغال تعطي الأذن الصمّاء لصرخات المواطنين!
كتبت مريانا سري الدين لـ “هنا لبنان”:
يشهد عدد من أبناء قرى الجرد الأعلى رعباً في كل مرة يقررون فيها الخروج من منازلهم واتخاذ الأوتستراد الذي يربط قراهم ببيروت، والمعروف بـ “خط الشام” تحديداً أولئك الذين يمرّون من مخرج “مفرق رويسات-مجدلبعنا”، ليستلموا خط الشام الذي بات أشبه بطريق الموت حيث يضطرون إلى اتخاذ “الخط الطالع” أي المتجه نحو البقاع برهةً ليتوقفوا فجأةً في منتصف الأوتستراد كي “يقطعوا الطريق” و”يستلموا الخط النازل” باتجاه بيروت وذلك بعد مغامرة خطرة تُحبس فيها الأنفاس في بلدٍ يشهد ارتفاعاً كبيراً بضحايا حوادث السير مع غياب السلامة المرورية على طرقات لبنان وغياب شبه تام للدولة.
توصيف لحظات الرعب هذه لا يمكن ترجمتها بأحرف إنما يستطيع أياً كان تخيّل فكرة توقف سيارته فجأة في منتصف الأوتوستراد والسيارات والشاحنات خلفه تطلق أبواقها، مجبراً لأنه يريد النزول باتجاه بحمدون، عاليه، بيروت أو أي منطقة بينهما. والمصيبة الأكبر هي الانتقال من اليمين باتجاه الشمال تمهيداً لاتخاذ المفرق المزعوم وكل هذا على أوتوستراد سريع يصعب على السيارات المتجهة بقاعاً التوقف أو تخفيف سرعتها لتمرير أي سيارة تريد اتخاذ المفرق الخطر هذا.
الخطر هذا يُجمع عليه كل من أبناء قرى بلدة المشرفة، مجدلبعنا، رويسات، بدغان وأحياناً شارون ممن يضطرون إلى سلوك طريق الموت هذه في كل مرة يقررون فيها الخروج من منطقة الجرد، مما دفع بعدد من البلديات للتقدم بسلسلة اقتراحات لتحسين هذه الطريق أو إيجاد حل يقلل من نسبة الخطورة على المواطنين وآخرها اقتراح العضو في بلدية مجدلبعنا ليليان عبد الخالق الذي قدمته وبلديتها إلى وزارة الأشغال العامة وتشرحه لـ “هنا لبنان” قائلة: “لا مخرج آمن للسيارات من مفرق مجدلبعنا الذي تستفيد منه قرى الجرد الأعلى حوالي ٢٠ ألف نسمة، من هنا تم الاعتراض بكتاب رسمي قدم لوزارة الأشغال العامة والنقل”.
أضافت: “بعدها قام وفد من مهندسين في شركة خطيب وعلمي ومهندس عن شركة سروجي بزيارة لبلدية مجدلبعنا بحضور رؤساء بلديات المنطقة والمخاتير للتباحث في موضوع مدخل ومخرج آمن للسيارات وتم تقديم أكثر من اقتراح ولكنها بقيت حبراً على ورق ولم يؤخذ بها”.
أما المقترح الذي قدمناه فهو “أن يستعمل النفق الدائري الذي يربط البقاع بطريق دمشق الدولية القديمة أول صوفر عوضاً عن استبداله بجسر (وهو المشروع الذي يتم العمل عليه حالياً مع العلم أنه أقل إلحاحاً من ضرورة تأمين طريق آمنة لأبناء قرى الجرد)، وأن تشق الوزارة المعنية طريقاً من مجدلبعنا وتصلها مباشرةً بالنفق الدائري وهكذا لا يضطر المواطنون إلى سلك طريق الموت تلك ومع وصولهم إلى النفق الدائري يصبحون مباشرةً على خط الشام والطريق المتجهة صوب بيروت”، مما يحميهم من الحوادث المرعبة وخطر قطع خطّين خطيرين مع العلم أن المسافة هي نفسها والوقت عينه وبالتالي لا مبرر لعدم السير بهذا المشروع من قبل الوزارة المعنية.
ويبقى السؤال، هل ستتحرك وزارة الأشغال والنقل العامة قبل وقوع حوادث مميتة على هذه الطريق خاصةً مع اقتراب فصل الشتاء حيث تتعسّر الرؤيا وتكثر الإنزلاقات أم ستبقى متلهية بمشاريع شكلية لا تنفع عند وقوع المزيد من ضحايا الإهمال على طرقات لبنان، تحت ذريعة “عدم وجود ميزانية”؟!