وساطات بالجملة لم تفلح على خط تقارب باسيل – فرنجية… “الكرسي فعلت فعلها”
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
الرجلان طامحان إلى الرئاسة منذ سنوات، وينتظران الوقت المناسب لتحقيق حلمهما، كانا حليفين وأصبحا خصمين بسبب ذلك الحلم الذي يتسابقان عليه، إنهما رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، اللذان تكاد الظروف السياسية الحالية تضعهما خارج السباق، وخصوصاً باسيل بسبب العقوبات المفروضة عليه، أما فرنجية فهو بنظر خصومه شخصية مرفوضة لأنه تابع لمحور الممانعة، ويشكل استفزازاً للبعض، وبين المقبول والمرفوض نوعاً ما خارجياً، وفي لبنان كل شيء وارد، خصوصاً حين يأتي الضوء الأخضر الخارجي، والساعات الأخيرة هي التي تعيّن الرئيس اللبناني عادة.
لكن اللافت حماسة فرنجية الزائدة للوصول إلى بعبدا، على الرغم من كل الصعاب التي تطوقه في ظروف الانهيارات والكوارث، وهذه الحماسة ليست وليدة اليوم، إنما منذ سنوات وتحديداً منذ مطلع العام 2016، حين كان موعوداً بالمنصب، خصوصاً من قبل الجانب الفرنسي ومن بعض حلفاء الداخل، وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، لكن النتيجة أتت مغايرة عبر تسوية أوصلت العماد ميشال عون إلى الرئاسة، واليوم يعمل رئيس “المردة” على رد الكيل كيلين، فيحاول “لعبها صح” من خلال إظهار نفسه مرشحاً وسطياً، وهذا ما برز خلال المقابلة التلفزيونية مساء الخميس الماضي، حين قال “إنه ماروني عربي وليس سورياً، ولن يقدّم لبنان إلى حزب الله”.
إلى ذلك يستمر عمل الوسطاء وبالجملة على خط بنشعي-ميرنا الشالوحي، علّهم يكملون مصالحة حارة حريك التي جرت قبل أشهر، وحرّكت المشاعر بين الخصمين فأعادت العلاقة لفترة، ما لبثت أن أزيلت مع الغزل السياسي، بسبب عدم متابعتها كما يجب، ولم تفلح الجهود لعقد لقاء جديد بينهما، على الرغم من الزيارة التي قام بها منذ أشهر النائب فريد هيكل الخازن إلى دارة باسيل، لجمع الأخير بفرنجية في منزله أو في بكركي، إلا أنّ رئيس التيار رفض لأنه لن يقدّم له الرئاسة على طبق من فضة، وفق ما نقل مسؤول في “التيار الوطني الحر” لموقع “هنا لبنان”، معتبراً بأنّ حظوظ باسيل الضئيلة لن توصل فرنجية إلى بعبدا، كما يعتقد الأخير ويراهن، في حين تروّج مصادر سياسية بأنّ رئيس “الوطني الحر” وضع شروطاً وُصفت بالتعجيزية للتصويت لرئيس “المردة”، وهو يعرف سلفاً بأنّه لن يقبل بها، وبهذه الطريقة أبعد المهمة الشاقة عن عاتقه، ووضع الطابة في ملعب فرنجية.
وفي سياق الوساطات القائمة أيضاً بين الرجلين، دخل وزراء سابقون وأصدقاء مشتركون على الخط لكنهم فشلوا، أما الوساطة الأكبر فكانت عبر سوريا والعمل على “مباركتها” مصالحة بين الطرفين، من خلال رسالة مع وزير سابق عوني شغل لفترة على طريق بيروت–دمشق، لكن لغاية اليوم لم تحقق هدفها.
في غضون ذلك يقول المقرّبون من فرنجية، بأنه سيكون رئيساً في قصر بعبدا بعد فترة، ويؤكدون هذا الكلام له، مع وعود بأنه سينال أصوات المستقلين وبعض نواب السنّة، مع تأييد حزب الله والرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط، فضلاً عن عدم رفض الرياض وباريس له، فيما فرنجية لا يشعر بكل هذا التأييد، وفق ما يقول، خصوصاً أنه أرسل موفدين إلى حارة حريك، لجس نبض قيادة حزب الله، لكنهم عادوا من دون جواب…!