جلسة انتخاب الرئيس: جسّ نبضٍ ومعوّض الأوفر حظّاً
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
صحيح أن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري تفتتح المسار الدستوري للانتخابات الرئاسية أو تشكل الخطوة الأولى لانخراط الكتل النيابية في هذا الاستحقاق، إلا أنه ليس هناك من سيناريوهات مخالفة للتوقعات أي لجهة تحقيق معجزة انتخاب رئيس جديد للبلاد في هذه الجلسة بالتحديد في ظل غياب أي توافق.
ومنذ أن حدد رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الخميس حتى انطلقت الكتل النيابية في إجراء اتصالاتها والدخول في عملية عاجلة لتبادل الاقتراحات لا سيما بشأن الأسماء، مع العلم أنه سبق أن عقدت اجتماعات تحت عنوان الملف الرئاسي ومن غير المستحب المشاركة في الجلسة الأولى للانتخاب والتي تتطلب حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب من دون إبراز رسائل تتصل بهوية المرشحين.
هي جلسة قال البعض أنها مستغربة وربطها البعض الآخر بالملف الحكومي، إلا أنه بالنسبة إلى الرئيس بري فقد مارس ما يعرف بصلاحياته ودعا بمعنى آخر النواب إلى ممارسة مسؤولياتهم، حتى وإن كان على يقين أن لا نتائج ملموسة من هذه الجلسة.
وتشير مصادر سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” إلى أن ما حصل هو أن النواب المنضوين تحت لواء المعارضة سارعوا إلى ترتيب أمورهم والاستفادة من تلك الدعوة لتأكيد حضورهم وقد برز بقوّة اسم رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض والذي يعطي انطباعاً بأن الترشيح سيادي، كما أن الانقسام في الرأي بين المعارضة لا يفسد في الود قضية لجهة تقديم اسم مختلف كالقانوني صلاح حنين، مع العلم أنّ معوّض هو الأوفر حظاً لهذه اللحظة، وفق ما تؤكد المصادر.
وفي كل الأحوال فإن أهمية جلسة الغد تكمن في تسجيل نقطة لمصلحة المعارضة من خلال البوانتاج المرتقب، تقول المصادر، معربة عن اعتقادها أن هذه الجلسة هي جلسة اختبار نوايا الكتل النيابية على اختلافها حيال الاستحقاق الرئاسي.
وترى هذه المصادر أن قوى الثامن من آذار والتي لم تتبنَّ أي مرشح مؤخراً، ليس متوقعاً أن تقدم على خطوة الترشيح والدعم كما هو ظاهر، لأن هذه الجلسة ليست مفصلية بمقدار ما هي جس نبض، فحتى وإن كان رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من أقرب المقربين إلا أن المجاهرة بترشيحه لم تحصل وليس معروفاً ما إذا كان هناك مخطط ما لأن تفشي هذه القوى عن مرشحها، مشيرة إلى أنه ليس بمقدور أحد أيضاً معرفة ما إذا كان هناك من تبادل أدوار أم لا وسط الاشتباك القوي الحاصل بين التيار الوطني الحر وحركة أمل.
وتقول المصادر أن البعض يرى أن هذه الجلسة ليست سوى مشهد عادي يعكس الفرز النيابي المتمثل بمختلف التكتلات، في حين أن البعض الآخر يذهب إلى التأكيد أنها المؤشر للتحركات المقبلة للقوى الموجودة في البرلمان ولا سيما قوى المعارضة الساعية إلى الإتيان برئيس جامع وليس تابعاً لمحور الممانعة، مشيرة إلى أن المواقف التي تصدر غداة هذه الجلسة من شأنها أن تقدم انطباعاً عن خطوات النواب اللاحقة. وكما هو واضح من تصريحات بعض النواب فإن الجلسة هي أبعد من مجرد الدعوة لانتخاب رئيس الجمهورية، كاشفة عن اتصالات ليلية تمت وأخرى تسبق الجلسة بشأن التوجه المعتمد من الكتل النيابية سواء المشاركة أو الغياب أو الانتخاب بأسماء جاهزة أو بورقة بيضاء أو طرح أسماء جديدة حتى.
باختصار هي جلسة الانتخاب الأولى وقد تليها جلسات بسيناريوهات مختلفة واتصالات داخلية وخارجية قبل أن ينجز الأمر وينتخب الرئيس الجديد.