موسم الزيتون على الأبواب والزيت يتسابق مع الدولار… فكم سيبلغ سعر تنكة الزيت هذا العام؟
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
يقول أجدادنا: “خلّي الزيت بجراره تَتيجيه أسعاره”… و”بشهر أيلول بيدور الزيت بالزيتون”… و”الزيتون زيته طيّب بس لقاطه بيشيّب!”… وغيرها من الأمثال الشعبّية التي تتغنّى بشجرة الزيتون وبزيتها موسماً بعد موسم! لكن هذا العام الأنظار كلّها موجّهة نحو أسعار تنكة الزيت، التي لم تسلم هي أيضاً من جنون الدولار. فعلى الرغم من أن المائدة اللبنانية لا تكتمل من دون زيت الزيتون، بلونه الأنيق وطعمه اللذيذ، إلّا أن هذا العام قد يصعب على بعض العائلات إمكانية شراء تنكة زيت في الموسم بسبب ارتفاع سعرها. فكم ستبلغ إذاً؟ وماذا عن صغار المزارعين وتكلفة العصر؟
“العترة” على صغار المزارعين!
يتحضّر خليل لموسم الزيتون هذا العام، لكن نفقاته قد تفوق كميّة محصوله! فالـ ٣٣ كعب زيتون التي يملكها، ستكلّفه الكثير بين أجرة اليد العاملة وكلفة نقل الزيت نحو المعصرة وأخيراً كلفة العصر! ويقول: “أتمنى أن يكون المحصول هذا الموسم وفيراً على الأقلّ لبيع بضع تنكات زيت وتغطية التكلفة”. فيما مزارعون آخرون، هربوا من كل هذه التكاليف واختاروا تضمين أرضهم والاكتفاء بما سيتلقّونه في النهاية من زيت يكفيهم هذا الشتاء.
بالأرقام كم ستبلغ كلفة إنتاج تنكة الزيت هذا العام؟
في مقابلة خاصة لموقع “هنا لبنان” مع بولس بولس صاحب إحدى معاصر الزيتون في منطقة بسري، شرح أن تحديات كثيرة تواجه موسم الزيتون هذا العام ومنها: قلّة المطر، عدم وجود يد عاملة كافية وارتفاع أجرتها، عدم إمكانية تصريف كل الإنتاج، غلاء الأسمدة التي تغذي الزيتون بسبب ارتباط أسعارها بالدولار، من دون أن ننسى غلاء أجرة الفلاحة والتشحيل الضرورية لتغذية الموسم وإنعاشه.
وأضاف: “بالنسبة لهذا العام، من المرجّح أن تبلغ تكلفة إنتاج تنكة زيت واحدة مجموع ما يلي: أجرة اليد العاملة حوالي 600.000 ألف ليرة لبنانية، إضافة إلى تكلفة عصر الزيتون في المعصرة والذي سيبلغ 500.000 ألف ليرة، وهنا تجدر الإشارة إلى أن تكلفة العصر ترتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاع تكلفة الطاقة وغلاء المازوت المشغّل للمولّدات وأجرة عمّال المعصرة. وطبعاً كلّما ارتفعت كمية الزيتون كلّما زادت هذه الأرقام وتضاعفت”.
كم سيبلغ إذاً سعر تكنة الزيت هذا العام؟
أكّد بولس أن الأسواق اللبنانية تسجّل ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار زيت الزيتون هذا الموسم، وينتج ذلك عن عوامل عديدة كالتي ذكرناها، مثل ارتفاع تكاليف اليد العاملة وزيادة كلفة عملية العصر، وحتى أسعار الغالون الذي تتم فيه تعبئة الزيت، وارتفاع كلفة نقل الزيتون من موقع البستان نحو المعصرة بسبب ارتفاع تكلفة المحروقات. ومع اقتراب موسم قطاف الزيتون، سيتراوح سعر تنكة الزيت هذا العام ما بين 100$ و120$ ومع بلوغ الدولار مستويات أعلى قد ترتفع هذه الأرقام أكثر… وألف صحّة!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |