معوض حصان المعارضة


أخبار بارزة, خاص 5 تشرين الأول, 2022

كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:

حقق إجماع المعارضة الحزبية والمستقلة على ترشيح النائب ميشال معوض نقلة نوعية في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي.

فبموازاة الورقة البيضاء لمحور الممانعة، استطاعت القوى السياسية المعارضة أن تتوحد حول اسم معوض متخطية الكثير من العقبات، والأبرز في التأييد الذي ناله معوض كان تصويت الكتلة الاشتراكية التي لم يكن أحد يتوقع أن تذهب بهذا الاتجاه بعد انفتاح وليد جنبلاط على حزب الله، وعودته إلى ترشيح معوض من دون أن يأخذ من الحزب حقاً أو باطلاً في الملف الرئاسي، ومن دون أن يستطيع جر الحزب إلى حد أدنى من التفاوض على اسم وسطي.

لقد ضمنت المعارضة بترشيح معوض وحدتها إلى حين، وربما تكون هذه الوحدة أكثر من مجرد رفقة طريق، على اعتبار أن الفراغ الرئاسي مرشح لأن يطول، بفعل احتجاز حزب الله للملف ووضعه في الأدراج بانتظار اللحظة الإقليمية المناسبة. وقد ضمنت المعارضة أيضاً بهذا الترشيح ما يتجاوز وحدة الموقف من الاستحقاق الرئاسي، إلى الانتقال إلى توحيد القراءة السياسية وتوحيد أسلوب المواجهة مع الفراغ الرئاسي الحتمي المقبل.

لقد أفرزت جلسة الانتخاب الأولى مجموعة من النتائج التي يجب قراءتها بتأنٍّ. فحزب الله وحلفاؤه جمعوا 63 ورقة بيضاء، وهم كانوا قادرين على اقتناص صوتين إضافيين، ولو كان ذلك حصل لأجبروا باقي الكتل على تطيير النصاب، لكن الحزب لم يفعل بل عطل الجلسة وأفقد النصاب، لأن ما يريده من الاستحقاق الرئاسي أبعد بكثير من مجرد انتخاب رئيس حليف، لا بل أبعد من مجرد انتظار لتسوية خلاف بين حليفين مسترئسين بالمتيسر حله بسهولة لو أراد الحزب الحسم.

لقد أكدت الجلسة الأولى التي أدارها الرئيس نبيه بري أن حزب الله وضع الملف الرئاسي في الثلاجة، انتظاراً للطرف الدولي والعربي الذي لا بد سيأتي عارضاً التفاوض حول الرئاسة وهوية الرئيس، والحزب في هذا الموقع يريد أن يبقى متخندقاً وراء الفراغ، للتفاوض من موقع القوة، إذا ما دقت ساعة التفاوض، فيكون عندها على أتم جهوزية، للمساومة واختيار شخص الرئيس، وهو قبل كل ذلك لن يترك لأي مفاوض داخلي أن يكون حاضراً، سواء جنبلاط أو غيره، لأن هدفه فتح قنوات التواصل مع العرب ومع الولايات المتحدة الأميركية، ولو عبر القناة الفرنسية.

لهذا لن يكون مصير أي جلسة قد يحددها رئيس المجلس النيابي مخالفاً للجلسة الأولى، بل سيشهد هذا النوع من الجلسات قبل 31 تشرين الأول فقدان النصاب ربما قبل انعقاد الجلسة الأولى، وهذا ما سيبقي الاستحقاق أسير حزب الله وحساباته، وبالتالي لن يكون أمام المعارضة إلا التمسك بصلابة الموقف والاستمرار بترشيح النائب معوض، باعتباره مرشح الطائف والدستور والسيادة والإصلاح كما باعتباره ابن شهيد الطائف، وابن المدرسة الشهابية، التي كانت عنواناً للاعتدال ولدولة المؤسسات.

بموازاة القصف الثقيل الذي مارسه حزب الله على ترشيح معوض من دون أن يسميه، تجتمع حول هذا الترشيح إرادة داخلية ترى في المرشح مشروع رئيس قادر على استعادة الدولة المخطوفة، وإرادتين عربية ودولية تعتبران أن انتخاب رئيس بهذه المواصفات سيكون إشارة مرور للبدء بورشة الإصلاح، وسيكون هذا الترشيح مع كل ما يحمله من آمال وتحديات عنوان المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد 31 تشرين الأول، والدخول في الفراغ الرئاسي الطويل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us