لا عودة قريبة إلى صفوف الجامعة اللبنانية.. والوضع ينذر بالأسوأ


أخبار بارزة, خاص 14 تشرين الأول, 2022

كتبت ليا سعد لـ”هنا لبنان”:

“لا معلقين ولا مطلقين”، هذا هو حال طلاب الجامعة اللبنانية وأساتذتهم الحائرين أمام مصيرهم الأكاديمي الذي لا يلبث أن تأتي بادرة أمل بافتتاح العام الدراسي الجديد، بعد إنهاء امتحانات الفصل الثاني من العام الماضي، ليعودوا ويجدوا الأمور معقدة أكثر من ذي قبل.

فإضراب أساتذة الجامعة اللبنانية قد طال، ولا تجاوب مرضٍ من المعنيين يطمئن بالهم ويؤمن لهم أدنى حقوقهم، ولا موقف موحد لهم خصوصاً بعد الاجتماعات المكثفة التي عقدوها .

فما هي آخر مستجدات الإضراب؟ ما هي مطالب الاساتذة وهل من عودة قريبة إلى التعليم؟

للاستيضاح عن هذه المواضيع، صرحت دكتور نايلة أبي نادر وهي باحثة وأستاذة متفرّغة في الجامعة اللبنانية، لـ “هنا لبنان”، أنه وبعد أن تمّ ضرب العمل النقابي من خلال تمييع قرار الهيئة العامة في الجلسة الأخيرة التي عقدت في الأول من تشرين الأول، وبعد أن طالب عدد من الأساتذة باستقالة الهيئة التنفيذية، من دون نتيجة، وبعد أن فقد الكثير من الأساتذة الثقة بالمسؤولين النقابيين كما الإداريين، بادر عدد كبير منهم لتسيير أعمال الامتحانات وإنهاء الفصل الثاني من العام الدراسي.

وذلك يعود إلى ما تمّ تحويله من مستحقات كانت متراكمة في المرحلة الأخيرة، والتي اعتبرها البعض كافية لإنهاء العام السابق وبدء عام أكاديمي جديد. لكن واقع الحال لا يفيد بذلك، لوجود حال من الغضب العارم من قبل الأساتذة نتيجة ما آلت إليه الأمور.

وعن كيفية التعاطي مع الأساتذة ومطالبهم، روت د. أبي نادر أنه بات واضحاً أن السلطة تعتبر الجامعة وأهلها حملاً ثقيلاً تريد التخلص منه، ومستوى التعاطي مع  الأساتذة يهدف إلى إحراجهم فإخراجهم.

وأضافت أبي نادر، أن مستوى تعاطي السلطة مع أهل الجامعة لا يقل سوءاً عما فعلته مع شعبٍ بأكمله. والأساتذة في الوقت الراهن غارقون في معاناة قد تطول. وما أطلق عليه “جرعة الأكسجين” ليس سوى حجة لإجبارهم على التراجع عن قرار الإضراب.

لدى سؤال أبي نادر عن وجود ضغوطات سياسية ونقابية على الأساتذة للتراجع عن إضرابهم، كشفت أنه يمارس الترهيب على عدد كبير منهم، وتهديد بفسخ عقود العمل، وأضافت أنه لم يعد لائقاً السكوت عن الحق والواقع يشير إلى المزيد من التأزّم والانكماش والألم.

صوّرت أبي نادر الصراع الذي يعيشه الأساتذة وسألت: “عندما يشعر الأستاذ أن حقوقه مستباحة كيف سيجد الصفاء الذهني لكي يحضّر حصته كما يجب؟ وكيف سيقف أمام طلابه يحاضر بالمبادئ والقيم ويشرح النظرية تلو الأخرى وجرح الكرامة ينزف في أعماقه؟

ودعت أبي نادر الأساتذة جميعا لكي يسعوا إلى المزيد من توحيد المواقف، وإعلاء الصوت، والانضمام إلى العمل النقابي من دون أن يتركوا لليأس مدخلاً، لأن لا حل آخر أمامهم.

وروت أن هناك دعوات من هنا وهناك، إما إلى حث الهيئة التنفيذية على القيام بما يلزم لإجراء الانتخابات، أو دفعها إلى الاستقالة، بخاصة بعد أن انكفأت مؤخراً وتراجعت عن المواجهة، متناسية كل التصريحات والوعود التي أطلقتها في سبيل إنصاف الأساتذة وترميم وضعهم المتدهور.

وأوضحت أبي نادر، أن إدارة الجامعة اللبنانية قررت العودة إلى التعليم، ولكن يبقى قرار الهيئة العامة التي لم تعلّق الإضراب بعد، فالأساتذة متروكون لخياراتهم، طالما أن القرار النقابي مغيّب، والهيئة العامة لم يُسمح لها بالتصويت.

إذاً، بعد كل هذا الوقت والمماطلة لا بصيص أمل حتى الآن في عودة الأمور إلى مجاريها. و السؤال المهم الآن: هل الطلاب مستعدون للحضور إلى الجامعة ثلاثة أيام في الأسبوع في ظل غلاء تعرفة النقل وارتفاع أسعار المحروقات؟ وهل المباني الجامعية أصبحت جاهزة لاستقبالهم؟ وهل الحد الأدنى للخدمات قد تمّ تأمينه؟

لعل أجوبة هذه الأسئلة ومصير الطلاب وحقوق الأساتذة تحل في القريب العاجل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us