تشكيل كتلة وسطية وازنة تكون بيضة القبان في انتخابات رئيس الجمهورية
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
عند كل استحقاق انتخابي لا سيما انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان يعود مصطلح الكتلة الوسطية إلى الواجهة السياسية مجدداً، إذ أن فكرة تشكيل كتلة نيابية وسطية حصلت كذلك في عهد الرئيس فؤاد شهاب كما طرحت في عهد الرئيس ميشال سليمان، وها هي اليوم تطرح من قبل تكتل التغيير وكتلة الإعتدال الوطني وبعض النواب المستقلين في ظل التأزم السياسي المتصاعد حول إنتخاب رئيس جديد للجمهورية.
إجتماعات ولقاءات مكثفة نشطت منذ نهار الخميس أي بعد انتهاء جلسة مجلس النواب بين كتلة الإعتدال الوطني والنواب التغييريين الـ 13 ونواب صيدا وبعض المستقلين من شأنها أن تشكل اصطفافاً سياسياً جديداً يهدف إلى إزالة العقبات وتقريب المسافات بينهم وبين الكتل النيابية الأخرى أي حزب الله وحلفائه من جهة والقوى السيادية المتمثلة بالقوات والكتائب والإشتراكي من جهة أخرى، وذلك من أجل خفض مستوى الخلافات وخلق حالة وسطية قادرة على إيصال رئيس مقبول يرضي الطرفين ويخلق أيضاً إنفتاحاً ومساحة مشتركة بين الكتل الكبيرة في مجلس النواب للوصول إلى رئيس توافقي والذي يحتاج إلى 86 صوتاً أي ثلثي مجلس النواب.
إجتماع آخر عقد نهار الجمعة بين تكتل قوى التغيير وتكتل الاعتدال الوطني كشف بحسب مصادر المجتمعين الكثير من نقاط التلاقي التي يمكن البناء عليها للمرحلة المقبلة كي تكون أيضاً مدخلاً لتفاهم أولي بين الجانبين وتشكل أرضية مشتركة، كما انبثق عنه لجنة مصغرة بين الجانبين وضمت اللجنة النائب سجيع عطية والأمين العام لتكتل الإعتدال الوطني هادي حبيش والنائبين مارك ضو وفراس حمدان عن القوى التغييرية.
وبحسب المصادر فإن اللجنة ستعاود اجتماعاتها ولقاءاتها مطلع الأسبوع الإثنين والثلاثاء والأربعاء في ما بينها لطرح النقاط المشتركة كما ستستكمل لقاءاتها مع باقي الكتل كالتيار الوطني الحر وأمل والإشتراكي والقوات.
وأكدت مصادر تكتل الإعتدال الوطني أنه في حال ظهرت كتلة وسطية في المجلس قد يصل عددها إلى 27 نائباً مستبعدة التوصل إلى إتفاق نهائي قبل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي دعا إليها الرئيس نبيه بري الخميس في العشرين من تشرين الأول الحالي. كما تعتبر المصادر أن الوضع السياسي القائم بحاجة ضرورية إلى وجود وسطيين يشكلون بيضة القبان بين التكتلات الموجودة.
النائب مارك ضو أكد لموقع “هنا لبنان” أنه تم إنجاز الكثير من النقاط بعد الغوص في التفاصيل على الرغم من وجود تقاطعات كما يجري العمل على تذليل العقبات من أجل إيجاد صيغة مشتركة تحمل جملة معايير وتكون مقبولة من الجميع، ولفت إلى أن الإنطباع السائد يشير إلى ترحيب واسع بتشكيل كتلة وازنة من الإعتدال الوطني وقوى التغيير لديها القدرة على إستكمال النصاب في مجلس النواب من أجل إنتخاب رئيس للجمهورية.
وشدد النائب ضو على عدم المناورة بل العمل لأن يكون هناك حضور لثلاث تكتلات قادرة على تخريج إسم لرئيس جديد للبلاد، معتبراً أن هناك إمكانية لتوافق كتل مختلفة حول إسم واحد فيما بات واضحاً الأسماء التي تتنافس ومن لديه حظوظ، وحذر ضو من حصول الفراغ معتبراً أن مبادرتهم تصب في إحداث فرق في الإنتخابات الرئاسية.
القوى السيادية تعتبر أن لا مشكلة في التواصل من أجل تدوير الزوايا وتوضيح الموقف الموحد، فيما أكدت مصادر الإشتراكي لموقعنا على أهمية إستكمال اللقاءات والمشاورات، لكن حتى الساعة يبدو أن التباينات لا تزال موجودة داخل تكتل الإعتدال الوطني وقوى التغيير وبعض المستقلين ولم يتم توضيح موقفهم أو تكوين قرار مؤثر من قبلهم. وأشارت إلى أن هناك ثوابت وطنية واضحة وقاعدة أساسية لا تحتاج إلى إجتهادات كموضوع السيادة وعلاقة لبنان مع الدول العربية والمجتمع الدولية وضرورة تنفيذ الإصلاحات وغيرها.
ويتلاقى القوات والكتائب مع الإشتراكي في موضوع حصول التواصل مع هذه الكتل للبحث في وجهات النظر المختلفة، لكن مصادر الطرفين تؤكد على أن تشكيل كتلة وسطية من شأنها إحداث شرذمة في المواقف وتوظيفها من أجل حصول الفراغ الرئاسي لكن الأهم العمل للتوافق على إسم واحد للذهاب به إلى مجلس النواب مع تمسك القوات والكتائب بترشيح النائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية.
ومع عدم ظهور أي مؤشرات للتوافق قبل الجلسة الثالثة لإنتخاب رئيس الجمهورية، يبقى السؤال هل أن التوافق الداخلي هو من ينتج رئيس الجمهورية في لبنان أم أن التسوية الخارجية التي تأتي عبر كلمة السر هي التي ستؤدي إلى ذلك، أم أن الفراغ سيكون سيد الموقف بعد خروج رئيس الجمهورية ميشال عون من قصر بعبدا في 30 تشرين الأول؟