“طبيب الموت” يكشف… هل بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل؟
المصدر: Ben Werschkul – YAHoo FInance
أدى تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية “تكتيكية” في حربه على أوكرانيا إلى توتر عالمي الشهر الماضي، إلّا أنّ مسألة التصعيد النووي في الصراع الذي بدأ منذ قرابة ثمانية أشهر قد يكون مجرد بداية لإشعال حرب عالمية، وذلك وفق ما يرى الخبير الاقتصادي نورييل روبيني.
ووفق تقديرات روبيني، فقد يشهد العالم أيضًا صراعًا نوويًا مع إيران، إضافة إلى الصراع بين الصين وتايوان الذي يعد واحداً من أكثر الملفات التي تثير قلق الولايات المتحدة.
ويعتقد روبيني الذي لقب بطبيب الموت أو ”Dr. Doom” بعدما تحققت توقعاته الصادمة وكان من بينها أزمة الرهن العقاري في عام 2008 التي أشعلت شرارة الركود الكبير، أن الحرب الباردة بين واشنطن وبكين يمكن أن تتطور إلى “حرب عسكرية” بسبب طموح الرئيس شي جين بينغ إلى ضم تايوان إلى الصين.
ووفق روبيني فقد “بدأت الحرب العالمية الثالثة بالفعل لحظة غزو روسيا لأوكرانيا في معركة تحمل تداعيات تتخطى موسكو وكييف… إنها بداية أمر آخر”.
حرب باردة بين الغرب وعدد من القوى المعادية له
وسلط روبيني الضوء في حديثه لـ “ياهو فاينانس”، على التهديدات الجيوسياسية أو ما أسماه بالحرب الباردة الجديدة التي نشأت بين الولايات المتحدة والصين إضافة إلى الصراع بين الغرب والقوى المعادية له بما في ذلك روسيا والصين وإيران، وكوريا الشمالية وباكستان.
ووفق روبيني فإن هذه القوى “تتحدى بشكل أساسي النظام الاقتصادي والاجتماعي والجيوسياسي الذي أنشأته الولايات المتحدة وأوروبا بعد الحرب العالمية الثانية”، موضحًا أن هذه الأزمة يمكن أن تهدد واشنطن.
وحذر روبيني من أن إيران، إضافة إلى أوكرانيا، قد تكون نقطة انطلاق شرارة تشعل أزمة أخرى.
واستبعد أن تسهم المفاوضات القائمة بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الاتفاق النووي الجديد بتحقيق تقدم يذكر، في وقت تهدد فيه إسرائيل باستهداف طهران في حال اقتربت من أن تصبح دولة نووية رغم أنّها على بعد خطوة من تحقيق ذلك.
على مقلب آخر، تتخذ العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مساراً تصادمياً بداية من العلاقات التجارية مروراً بحركة انتقال العمالة وصولاً إلى التكنولوجيا.
ويعتقد روبيني أن “السنوات الخمس أو العشر القادمة ستشهد مواجهة بين الولايات المتحدة والصين على خلفية ملف تايوان، الأمر الذي قد يكون شرارة تحول الحرب الباردة إلى معركة عسكرية.. ومن هنا تنطلق الحرب العالمية الثالثة”.
وتوقع شي جين بينغ خلال المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الذي عقده هذا الأسبوع، أن يفوز بولاية ثالثة في سباق الرئاسة، ليكون أقوى حاكم للصين منذ ماو تسي تونغ.
ومع انطلاق المؤتمر الأحد الفائت، دعا شي إلى تعزيز قدرات الجيش الصيني استعداداً لمواجهة المخاطر في زمن السلم، وإجراء تدريبات تحسّباً لأيّام تشتدّ فيها الأمطار وتكون الرياح فيها عاتية والأمواج عالية.
تأتي التطورات الأخيرة هذا الأسبوع، بعد أن بلغت التوترات بشأن الملف التايواني ذروتها هذا الصيف، عقب زيارة قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى العاصمة التايوانية تايبيه في الثاني من آب (أغسطس). وطوقت السفن الحربية الصينية الجزيرة محل النزاع، الأمر الذي أحدث اضطراباً في الأسواق العالمية.
وفي الملف الأوكراني، أخذ الصراع منعطفاً جديداً الاثنين الفائت بعدما استهدفت مسيرات انتحارية روسية محملة بالمتفجرات أحياء في كييف، اشتعلت على أثرها النيران في المباني ورفعت حدة التوتر في العاصمة الأوكرانية.