جلسة انتخاب رئيس الجمهورية: الثالثة ليست ثابتة وخيار المعارضة لم يتبدل و كتل غير موحدة بعد
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
وكأن الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس للبلاد، ليست سوى محطة تشهد الانقسام النيابي الكبير حول هذا الاستحقاق، غير أن “الثالثة ليست ثابتة”، لناحية إجراء عملية الانتخاب وحسم الأمر نهائياً، لا سيما أنّ الطبخة الرئاسية لا تزال تحتاج إلى الكثير من الوقت وأي كلام عن ترتيبها على نار هادئة غير صحيح على الإطلاق.
وفي هذه الجلسة كما الجلستين السابقتين، تسجل كتلة المعارضة انتصارًا من خلال ترشيحها رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض وتعزيز حضورها ومشاركتها ودخولها. قاعة الانتخاب، في حين تمتنع بعض الكتل النيابية عن طرح أي اسم، وهي تتحفظ عن إبداء رأيها ولذلك تستنجد بالورقة البيضاء، في حال اكتمل النصاب، أما باقي الكتل التي تسعى إلى الانخراط في بوتقة واحدة فتعتمد استراتيجية وسطية ولا تزال في مرحلة الأخذ والرد مع العلم أن هناك تخبطاً بين عدد من النواب.
ليس مكتوباً على هذه الجلسة إلا أن تلتحق بالجلستين الانتخابيتين، لعل وعسى أن يقوم الانفراج اللازم. ومن هنا يصح القول أن ملف الانتخابات الرئاسية سيظل محور تباين بين مختلف الكتل النيابية نظراً لوجود رؤى مختلفة لديها حيال الرئيس وهويته ودوره.
وفي هذا السياق، ترى أوساط سياسية مطلعة لموقع “هنا لبنان” أن المواقف من هذا الاستحقاق وتحديداً من جلسة الانتخاب متفاوتة بين كتلة وأخرى، ومن الطبيعي أن تعمد كل كتلة إلى التشبث بخياراتها أو أن تخوض مواجهة مفتوحة إذا رغبت، من أجل إظهار نيتها السليمة في إتمام الاستحقاق الرئاسي وانتخاب الشخصية القادرة على نقل البلد إلى ضفة الإنقاذ كما تتوخى. وهذه هي حال المعارضة الداعمة للنائب معوض.
وتكشف هذه الأوساط عن احتمال خروج نواب من عباءة عدد من الكتل كلما قامت مشاورات بشأن الاستحقاق الرئاسي وتظهرت الآراء المختلفة إلى العلن، مشيرة إلى أنه في مقلب قوى الثامن من آذار، تبدو الصورة ميالة إلى الغموض، أما التيار الوطني الحر فيبقى ممتنعاً عن ترشيح أي شخصية لا تتوافر فيها مقومات مبادرته الرئاسية لا سيما تلك المتصلة بالصفة الشعبية لرئيس الجمهورية، كما أنه لن يحسم أي خيار قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
وتفيد أن المشاورات متواصلة والاجتماعات تأخذ مداها قبيل كل جلسة انتخاب، حتى وإن كانت من دون أي نتيحة، كما هو مرتقب، وفي كل الأحوال، فإنّ نواباً يحضرون وآخرين يغيبون والبعض يتكتل مع بعضه البعض، وذلك في سيناريو متكرر إلا إذا تمت إضافة تفاصيل معينة.
إلى ذلك يقول عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح لـ “هنا لبنان”: في اعتقادي الشخصي أن جلسة الغد قد يتوافر فيها النصاب في الدورة الأولى وتعمد المنظومة إلى تطييره في الدورة الثانية، ويشير إلى أن المعارضة ستنتخب النائب معوض وإن هناك توقعاً بزيادة الأصوات التي حصل عليها في الجلسة الأولى لتصبح بين ٤٢ و٤٥ صوتاً، وبالتالي قد يحصل على الثلث الضامن في حال لم يتم تعطيل النصاب من قبل المنظومة.
ويرى النائب عبد المسيح أنه من المبكر جداً الحديث عن تحالف أو تعاون بين كتلتي الاعتدال الوطني والتغييريين، إذ أنهما لا يزالان في مرحلة التعارف والتفاوض لا أكثر ولا أقل وبالتالي ما من تأثير لما يقومان به على الجلسة، مع العلم أن كتلة الاعتدال الوطني سبق لها أن زارت كتلاً نيابية أخرى في إطار توحيد الموقف من الاستحقاق الرئاسي.
وعلم موقع “هنا لبنان” أن كتلة الاعتدال الوطني لم تتوصل في نقاشاتها مع كتلة التغييريين إلى أي نتيحة حتى الآن وبالتالي تمنح صوتها لـ “لبنان” في حال توفر النصاب. وهذا ما أكد عليه النائب سجيع عطية أيضاً.
جلسة انتخاب جديدة لن تكون الأخيرة.. .هذه هي الخلاصة الشكلية لملف الانتخابات الرئاسية، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري فلن يتردد في توجيه دعوة أخرى، مصيرها كسابقاتها وهكذا دواليك.. الانتخابات الرئاسية ستبقى تنتظر مفتاحها السحري..