نوّاب “التعتير”… و”الشهيد الحيّ” الثاني
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
باتت تقترب “الحالة التغييريّة” في المجلس النيابي من “الحالة العونيّة”. تتشابهان في الكثير من العوارض، ما ينبئ بكثير من الفظائع في المرحلة المقبلة.
اختار من يسمّون “نوّاب التغيير”، وهم أقرب إلى التعتير، في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس الجمهوريّة أن يصوّتوا لصالح سليم إده. إسمٌ لا يعرفه معظمهم ولا التقوا به ولا سألوه عن برنامجه وأفكاره. و”فوق الدكّة” لم يسألوه إن كان يرغب بالترشّح. أصواتٌ ضائعة إذاً، وموقف لا معنى له ولا جدوى.
وبعد صدور بيانٍ عن إده يطلب فيه عدم التصويت له، بدأ طرح الأسماء وهي، مثل إده، محترمة ولكن لا معنى ولا جدوى من التصويت لها، بل أنّ ذلك يؤذي المسمّى أكثر ممّا يفيده.
وراح هؤلاء يجرون “فحص دم” لبعض المرشحين. هذا تحالف مرّةً مع فلان، وذاك أيّد مرّةً فلاناً. كان يجدر بهؤلاء أن ينظروا إلى الوشم الذي حفرته سينتيا زرازير على جسدها. حفرت اسم ميشال عون، وهل هناك أسوأ من ذلك؟ وإن شئنا لنبشنا تاريخ “نوّاب التعتير”، واحداً واحداً، وفي سجلّ كلٍّ منهم ما يستوجب فحص دمٍ وضمير.
وبعد سليم إده، الذي بات شهيداً رئاسيّاً حيّاً، بفضل هؤلاء، وصل الدور إلى الدكتور عصام خليفة الذي حوّلوه أيضاً إلى شهيدٍ حيّ، عبر ترشيحه من دون إرادته، أو سؤاله، أو النقاش معه.
وإذا كان الرجل رائداً في الدفاع عن الجامعة اللبنانيّة، ومؤرّخاً، وصاحب رأيٍ حرّ، فهل يعني ذلك أنّه قادر على إدارة بلدٍ منهار وأزماته لا تحصى ولا تُعدّ؟
إنّ سلوك “نوّاب التعتير” هو أقرب إلى السذاجة السياسيّة، وتصريحات بعضهم تشبه بعض ضيوف الـ OTV الذين يتحدّثون في هذه الأيّام عن إنجازات العهد.
بالأمس نجا وضاح الصادق، وقبله ميشال الدويهي. وفي تصويت الصادق لميشال معوض استفاقة سياسيّة. ولا نقول هنا “عقبال استفاقة الآخرين”، بل كان الله في عون من سيصوّتون له بعد إده وخليفة.
من سيكون، يا ترى، الشهيد الحيّ الثالث؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |