شروط تنفيذ اتفاق الترسيم
كتب المحرر السياسي:
يتم يوم الخميس المقبل في مقر اليونيفيل في الناقورة، التوقيع على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل عبر وفدين لبناني وإسرائيلي يجتمعان في غرفتين منفصلتين، في مقر اليونيفيل، ليوقعا على الرسائل الأميركية للاتفاق بحضور قائد اليونيفيل الجنرال أرولدو لازارو (إسباني) والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الذي سيصل خلال أيام إلى لبنان لهذه الغاية. ويسلم الوفدان إلى اليونفيل وهوكشتاين الرسائل الموّقعة لنقلها إلى الأمم المتحدة فتحفظ هنالك وتكون من وثائقه.
وتشير أوساط قريبة من فريق العهد أنه سيتمّ الإعلان عن رئاسة وأعضاء الوفد في الأيّام المقبلة.
وانطلاقاً من تمسك لبنان بأن يكون رئيس الوفد ضابطاً يوقّع على الوثائق ستتم تسمية ضابط متخصص، وربما يشارك في الوفد مدير عام القصر الجمهوري أنطوان شقير.
لقد حرصت واشنطن ومعها لبنان على التوقيع على الاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية خشية من أن يؤدّي وصول بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الحكومة إلى نسف الاتفاق وتغييره وإعادة الملف إلى نقطة الصفر. إلّا أنّ أوساطاً في الوفد اللبناني اعتبرت أنّ ذلك مستحيل بعد التوقيع على اتفاقية تضمنها الولايات المتحدة وفرنسا. وتتمسك واشنطن بالاتفاق لأنّها تريد أن تشرف على منابع النفط في المتوسط وتتحكم بها.
وتشير أوساط مطّلعة قريبة من ملف الترسيم أنّ انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة ووضع الاتفاق مع صندوق النقد موضع التنفيذ، كلها شروط أساسية لتنفيذ اتّفاق الترسيم وبدء ورشة التنقيب. فهل يتجاوب المسؤولون والقوى السياسية مع هذه الشروط لانطلاق ورشة الإنقاذ؟
لقد أمّن اتفاق الترسيم، عودة الولايات المتحدة إلى المنطقة عبر بوابة الغاز، لتؤكد دورها في حل الأزمات والسيطرة على منابع النفط وضمان الاستقرار في المتوسط. لقد أنجزت واشنطن صفقة الترسيم بالاتفاق مع إيران وبمشاركة فرنسية، لضمان نجاحها ومنع استخدام العنف لحل الملفات الخلافية، إضافة إلى جولات مكوكية للوسيط الأميركي آموس هوكشتاين على العواصم المعنية من بيروت وتل أبيب وباريس والدوحة لإنجاز الاتفاق قبل الانتخابات الإسرائيلية والأميركية النصفية للكونغرس، لتجنب أي تداعيات لهذه الانتخابات على الملف. وقد تزامنت العودة الأميركية مع عودة سعودية إلى لبنان عبر حركة سياسية ناشطة للسفير وليد البخاري ولكن من البوابة السياسية أي بوابة الطائف بعد حديث عن تعديله وتغيير معادلته عبر مؤتمر لبناني يعقد في إحدى الدول الغربية أو العربية وتردد عقده في جنيف بدعوة من منظمة غير حكومية للحوار الديموقراطي اتخذت من جنيف مقراً لها. إنّ الهدف من المؤتمر وفق أوساط سيادية هو تغيير هوية لبنان وصورته الحضارية وخصوصياته.
لقد هدفت حركة السفير إلى حماية الطائف، ورفض تعديل معادلته من المناصفة إلى المثالثة واستنهاض الحالة السنية المشتتة بعد إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي. لقد علق السفير البخاري على “العشاء السويسري” وعلى عقد مؤتمر لبناني في جنيف بالقول “أنّ أيّ بديل لاتفاق الطائف لن يكون ميثاقاً آخر بل تفكيكاً لعقد العيش المشترك وزوال الوطن الموحد”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |