هذا إبتزاز يا حسن
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
كلفت كتلة المقاومة الإسلامية في لبنان، فتاها الذهبي حسن فضل الله التكلم باسمها قبيل جلسات إنتخاب رئيس للجمهورية، وشرح فلسفة دستور الطائف وجوهرها التوافق.
الحكومة تشكل بالتوافق التعيينات تتم بالتوافق. إنتخاب اللجان النيابية يتم بالتوافق. إنتخاب الرئيس بالتوافق. كل صغيرة وكبيرة تتم بالتوافق باستثناء قرار الحرب على إسرائيل وتحرير القدس من لبنان فهو لا يحتاج سوى إلى موافقة المرشد الأعلى في لبنان.
ليس لدى الفتى الذهبي وكتلته النيابية أي مرشح علني. يميل الفتى بالسر إلى سليمان بك فرنجيه ويتحاشى إغضاب الصهر المدلل و”السئيل”، ويتلطى وراء شعارات وفاقية فارغة من أي مضمون. الفتى مفرد بصيغة الجمع. حسن هو محمد وعلي وحسين ورامي وابراهيم وإيهاب ورائد. فضل الله ينطق باسم رفاقه.
بحسب الخبير الدستوري المستجد أن المشرّع رامَ من اشتراطه الثلثين لفوز المرشح في الجولة الأولى ترجيح كفة التوافق، وتجاهل شرح ما ابتغاه المشرّع من اكتفائه بأكثرية النصف زائد واحد في الجولة الثانية، التي تعني منافسة بين مرشحين أو أكثر.
حجة الحسّون المزدوجة، بتعطيل النصاب من جهة وعدم التصويت لأي إسم، من جهة أخرى، أن أي فريق لا يمكنه الحصول على أكثرية 65 نائب. وما أدراه؟ فليجرب، وافتراضاً تقاسم ثلاثة مرشحين أصوات النواب، و”تحاشر” إثنان منهم على المنخار في الجولة الأولى فمن يضمن لمن تكون الغلبة الديمقراطية في الجولة الثانية؟
التوافقية التي يبتغيها الحسّون، مرة تكون على شكل ابتزاز، بحسب توصيف النائب السابق بطرس حرب، وانتخاب العماد ميشال عون مثلٌ حيّ ويرزق، ومرةً بتهديد الأكثرية كما حصل بعد انقضاء عهد الأسطورة قاهر البحار العماد إميل لحّود. الـ 65 صوتاً التي يجزم سعادة الوجه الصبوح أنها غير مؤمنة لأي مرشّح وإلا لكانت الأمور “مسيسرة”. غاب عن باله أن هذه الأكثرية كانت متاحة و”مرحرحة” في صيف العام 2007 لانتخاب مرشح قوى 14 آذار النائب نسيب لحّود. لم يكن يومها الفتى الذهبي ناضجاً كفاية، كما حاله اليوم، لاستغباء الجمهور بتنظيراته الأسبوعية.
التوافقية بنظر “الحوزب”، المنبهر بديمقراطية الملالي في عاصمة الحريات، طهران، تعني إما توافق سليمان فرنجيه وجبران باسيل على انتخاب الأول، ومن دون زعل بليز أو ضغينة، إما العودة إلى خيار قائد الجيش، والجيش هو السيبة الثالثة في معادلة وصفها، قائد سابق للجيش متأخراً ستة أعوام، بالمعادلة الخشبية.
توافقية شباب الممانعة وشيبها تُختصر بـ “أو بترضوا معنا باسم نحن نختاره أو على مهلكم بترضوا…” فتعطيل الجلسات قد يدوم ويدوم ويدوم أكثر من رغوة “فيري”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بالتفاصيل: إنذار إسرائيلي للضاحية.. وإنذاران للجنوب! | تعميم لوزير الداخلية: ممنوع إقامة أو توسعة مخيمات النازحين | راجي السعد لبيار الجميل: حلمنا سيتحقق ولو بعد حين |