الرابية قريباً ” قلعة المعارضة العونية “… إنتقامات بالجملة والسجالات “راجعة أقوى”!
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
بالتزامن مع مغادرة رئيس الجمهورية ميشال عون قصر بعبدا اليوم، إنتهت إستعدادات محازبي ومناصري “التيار الوطني الحر” للمواكبات الشعبية من معظم المناطق اللبنانية، حتى تلك البعيدة جغرافياً، تحت عنوان “شكراً لصمودك ست سنوات أمام معرقلي عهدك” مع شعار “معك مكملين” النسخة من شعار مؤيدي النظام السوري “مكملين معك” أي مناصري الرئيس بشار الاسد.
في المقابل أفيد بأنّ أحزاب المعارضة عمّمت على كوادرها ومناصريها، عدم القيام بأي تحركات، من شأنها إشعال الشارع اليوم، أي عدم الاحتكاك مع مناصري “التيار” مهما كانت الأسباب، كي لا ينعكس هذا الأمر سلباً على الاستقرار في البلد.
إلى ذلك يبرز شعار جديد للتيار “عون راجع أقوى على الرابية” وفق ما يردّد معظم نواب تكتل “لبنان القوي”، لأنه سيكون مرتاحاً أكثر في كشف الحقائق والفاسدين، وسوف يُكمل كل مشاريعه السياسية ويجهد لتحقيق كل الإنجازات التي وعد بها، كما سيتابع مسيرة الإصلاح والتغيير لكشف السارقين، وفي هذا الإطار ينقل مقرّبون منه حنينه الدائم إلى حقبة قصر الشعب، حين كان رئيساً للحكومة الانتقالية، وقيامه بحرب التحرير وإستقباله الآلاف من اللبنانيين المؤيدين لسياسته في تلك الفترة، كما ينقلون تفضيله البقاء في الرابية بدلاً من قصر بعبدا، بعد كل الذي مرّ به من عداء وسياسة تناحر وخلافات مع الخصوم، الذين تكاثروا بعد وصوله إلى المركز الأول، وندمه على عدم تلقيه النصائح بضرورة بقائه في الرابية، كزعيم ماروني يساهم مساهمة كبيرة في صنع الرؤساء، لكن ما جرى وفق ما يقول المقرّبون قلب الأوضاع رأساً على عقب، وأعاق تحقيق العديد من الإنجازات بسبب عرقلة الخصوم بحسب ما قالوا، مشيرين إلى أنّ ما بعد 31 تشرين الأول لن يكون كما قبله، لأنّ إستنفاراً كبيراً يسجّل في صفوف نواب ومسؤولي”الوطني الحر”، الذين يتجهون إلى معارضة فريدة من نوعها، ستتصدّى للفريقين الموالي والمعارض في البلد، مع الإشارة إلى أنّ فريقاً سياسياً واعلامياً أصبح جاهزاً بقوة في الرابية، لإدارة المعارك السياسية التي سيقوم بها الرئيس عون تجاه خصومه بنوع خاص، مع تحميلهم كل الفشل الذي رافق عهده، معتبرين أنّ “التيار” سيسترّد نفوذه السابق بقوة، بعد الحروب التي شُنّت عليه، على أن يرّد الصاع صاعين، بمعنى أنّ عون وباسيل سينتقمان من الجميع باستثناء حزب الله، ولن يرحموا أحداً وسوف يقولون الحقائق كما هي، وسيفضحون المستور والخبايا التي تمّ التكتم عنها، وفق ما تشير مصادرهم، على أن تصبح الرابية بيت الشعب المفتوح أمام كل الناس، أي إعادة مشهد حقبة نهاية الثمانينات، التي تجسدّت ليل الجمعة الماضي، من خلال إفتراش الارض من قبل بعض مناصري العهد، ونصبهم الخيم قرب القصر الجمهوري، لحراسة عون ومواكبته لحظة المغادرة، والصورة هذه لها دلالات عديدة وموجهّة إلى جميع الافرقاء.
وفي السياق علم موقع “هنا لبنان”، أن الهجوم العوني سيكون قاسياً سياسياً وسيطال سهامه في الطليعة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، مع “لطشات” سياسية بين الحين والآخر إلى الحليف السابق سليمان فرنجية، الأمر الذي سيحول دون وصول المساعي والوساطات القائمة لإنتخاب رئيس إلى خاتمة سعيدة، كي يصعد عبرها الدخان الأبيض في الأجواء الرئاسية، فتنتهي القصة على خير، أي بإختصار السجالات إلى تفاقم و”راجعة اقوى بكثير”!
وعلى خط الخلافات والانشقاقات التي تشهدها صفوف “التيار” في الداخل الحزبي، التي ولدّت أجنحة منذ سنوات عديدة، وتحديداً منذ تأسيس” لجنة حكماء التيار” المعارضة أي الحرس القديم، ستتفاقم بقوة وبالعلن وفق مصادرهم، لأنّ الإنتقاد وكشف المستور الباسيلي سيكونان أسهل من الآن فصاعداً ضد الرابية، ضمن حركة معارضة ومنظمة، فيما على خط مسؤولي “التيار”، ولدى سؤالهم عن كيفية التعاطي اليوم مع المعارضين العونيين، يردّون على الفور: “الأمور ستضبط بعد عودة الرئيس عون إلى الرابية وسيتحقق لمّ الشمل، لأنّ وجوده هناك يعني عودة “الوطني الحر” إلى سابق عهده، آملين أن تنظم الصفوف وتتواصل القيادة مع القواعد، تحت عنوان واحد هو “الإصلاح الداخلي”، مهما استغرق ذلك من وقت.
بإختصار يبدو موسم المعارضات وفيراً وعلى جميع المحاور والجبهات السياسية، وما أكثر الأضداد في لبنان الذين لا يجمعهم شيء سوى التناحر المستمر.