قمة الجزائر لن تبدل الواقع العربي
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
لا تشعر بالحماس في الجزائر في انعقاد القمة العربية، فالجميع هنا يدرك أن القرارات لن تكون على مستوى التحديات التي يواجهها العالم العربي والتي تبدأ مع أزمة الطاقة العالمية وكيفية التعاطي معها وأزمة الغذاء العالمية أيضاً وكيفية التعاطي معها وهذه أمور نجمت عن الحرب الروسية الأوكرانية.
غياب المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات على مستوى القيادة عن القمة ربما أفقدها الزخم الذي كان يمكن أن تتمع به في موضوع القرارات ولذلك يرى الكثيرون هنا أن ما قبل القمة سيكون كما بعدها لأن إدارة اللعبة بالنسبة لما يجري في العالم العربي ليست مرتبطة بما سيجري في قمة الجزائر بل هي مرتبطة بالولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية وأن كل دولة عربية تدرس موقفها بالتفاصيل من القضايا المطروحة،وهي تفاصيل لن تدخل في سياق البيان الختامي للقمة الذي سيقتصر على عناوين عريضة سمع العرب الكثير منها سابقا.
من اليمن إلى سوريا إلى العراق إلى لبنان إلى إيران إلى تركيا كلها قضايا وعلاقات سيمر عليها المشاركون في قمة الجزائر وسيحاولون اختتام القمة الأربعاء بأقل قدر ممكن من الخلافات العلنية، ولكنها خلافات موجودة بالتأكيد ولم تستطع كل القمم العربية السابقة تجاوزها.
لبنان الحاضر في قمة الجزائر ليس فقط على خلاف مع بعض العرب نتيجة سياسات فرضت على الدولة اللبنانية ولا سيما من قبل حزب الله ولا تزال تلك الدولة عاجزة عن مواجهة ما يفرضه الحزب، ولذلك سيتجاهل العرب هذا الموضوع باعتبار أنهم كرروا ذلك أكثر من مرة ولكن من دون نتيجة، وسيعرب هؤلاء عن تضامنهم مع لبنان ويشددون على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية من دون أن يطلقوا عليه صفات معينة،وسيحاول لبنان استجداء أي مساعدة مهما كانت ولا سيما في موضوع النازحين السوريين علماً أنه لا يتوقع سوى التضامن الكلامي في هذا الإطار.
قمة الجزائر قمة أخرى تضاف إلى سجل القمم العربية وهي تأتي في ظرف يسوده الحد الأدنى من التضامن العربي ولذلك لن تبدل كثيراً في هذا الواقع.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |