آخر “خرطوشة ” للتأليف أطلقها إبراهيم وصفا فجر الأحد – الإثنين… فخيّبت آمال “الحزب”!
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
قبل أسبوع من إنتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، بدت الأجواء الحكومية إيجابية، وفق مصادر حزب الله التي إعتقدت أنّ الدخان الأبيض سيتصاعد من السراي، قبل يوم واحد من إنتهاء ولاية العهد العوني، نتيجة وساطة قام بها الحزب، وظهرت في كلمة أمينه العام السيّد حسن نصرالله قبل ذلك بأيام وقوله: “لدينا آمال كبيرة في تشكيل الحكومة، إذ لا يجوز أن نصل إلى الفراغ الرئاسي وندخل في نوع من أنواع الفوضى”، فكان متفائلاً زيادة عن اللزوم، أو لأنه إعتاد أن يكون الحلّال لأي مشكلة سياسية في لبنان، فيما الحقيقة كانت كسابقاتها، أي التي كانت تظهر دائماً على وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، بعد كل زيارة يقوم بها إلى قصر بعبدا لبحث التأليف، فيخرج خائباً ومتشنجاً من دون أي تقدّم، وكان في معظمها يغادر متجهّم الوجه من دون أي كلام بل صمت مريب، الأمر الذي أكد مدى وجود مسافات سياسية شاسعة بين بعبدا والسراي، مع ما تضمّن ذلك ومنذ فترة طويلة من صعود وهبوط في العلاقة السياسية بين عون وميقاتي، بسبب التناحرات التي شهدتها أروقة القصر بين الأخير ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، الذي كان يقلب لائحة التأليف رأساً على عقب في اليوم التالي، وفق ما كان يشير ميقاتي دائماً.
وسط هذا السيناريو السلبي الذي عاكس إيجابية نصرالله، اجتمع معاونه السياسي حسين خليل مع الرئيس ميقاتي، قبل يومين من مغادرة عون لبعبدا، وشدّد خليل خلال اللقاء على وجوب تشكيل حكومة جديدة مهما كلف الأمر، مكرّراً هذه العبارة مرات عدة على مسمع ميقاتي، الذي أكد له أن الإشكال ليس عندي بل عند باسيل، فحصل تواصل بين الحزب وعون بهدف حلحلة بعض العقد. وعندها عاد الحزب ليختم وساطته بجولة أخيرة من المباحثات فجر الأحد – الإثنين أي قبل ساعات من انتهاء ولاية عون في 31 تشرين الماضي، ليوكل من جديد اللواء عباس ابراهيم ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، فشملت المفاوضات ميقاتي وباسيل، وكانت الساعة الواحدة فجراً آخر خرطوشة لإطلاق الحكومة، والنداء الأخير لحارة حريك التي حاولت إزالة الشروط المتبادلة ولم تفلح، فخابت آمالها وسط العارفين بمهمتها التي وعدت بالخروج منها منتصرة، لكن الرياح أتت معاكسة وسقط رهان الحزب بتشكيل حكومة، تقوم بالضروري وتبقي هدف الحزب في مكانه أي الفراغ الرئاسي الطويل الأمد، في إنتظار وصول الرئيس المطلوب من قبل الفريق الممانع، لأنّ حارة حريك تريد ضمنياً رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، لكن لغاية اليوم لا تستطيع إيصاله إلى قصر بعبدا، في إنتظار التغيرات الإقليمية والمفاوضات الإيرانية – الأميركية التي قد تحدث خرقاً، يوصل رئيساً من الممانعين، لذا يخوض الحزب لعبة سياسية عنوانها إستبعاد طويل لعملية إنتخاب الرئيس، مفضّلاً بقاء الحكومة الميقاتية حتى أجل غير مسمى، لإكمال مسيرة الوضع الراهن لا أكثر ولا أقل، أي مكانك راوح مع عدم بروز أي تقدّم.
إلى ذلك تشير مصادر سياسية مواكبة لسياسة حزب الله لموقع “هنا لبنان”، إلى أنّ الحزب يريد ثمناً كبيراً نتيجة موافقته على ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، يبدأ برئيس جمهورية محسوب عليه ينفذ كل مخططاته ومشاريعه على دفعات، ومن ضمنها المثالثة، أي مؤتمر تأسيسي جديد، وهذا يعني خراباً سياسياً مرتقباً، لأنّ الفريق السيادي لن يسمح له بتحقيق ما يبتغيه، والمطلوب تكاتف وتوافق ضمن قوى المعارضة، لمنع أهداف الحزب من تخريب لبنان، ووضعه نهائياً في الخانة الإيرانية.