عماد الدين أديب: هناك فريق في لبنان يقف مع الأعداء ويدربهم ويسلّحهم.. فكيف يدعمه العرب؟

أخبار بارزة, لبنان 11 تشرين الثانى, 2022

اعتبر الإعلامي عماد الدين أديب في حوار مع “هنا منحكي” أنّ “الأوضاع في لبنان هي مقدمة للانهيار، وهناك حال من الفوضى التساؤلات فيها أكثر من الإجابات، والخطر فيها أكثر من احتمال الاستقرار، والتشاؤم فيها أكثر من احتمالات التفاؤل”.

وأشار إلى أنّه “في لبنان لا اتفاق على شيء في السنوات الخمسين الماضية إلا على المحاصصة السياسية التي أدّت إلى محاصصة الفساد الذي أوصل لبنان إلى أسوأ اقتصاد في العالم، ووصل الوضع إلى هذه الحالة التي يتضوّر فيها هذا الشعب الصبور جوعاً ويشعر الناس فيه بحالة من الإحباط والاكتئاب الاجتماعي وعدم الاستقرار”، وأضاف: “ودائع اللبنانيين في المصارف تمّ تجميدها وأعطيت للبنك المركزي الذي أعطاها للدولة، والدولة بدورها أعطتها للحكومة التي سرقتها وهربتها إلى الخارج فتراكمت الخسائر والأموال ذهبت ولن تعود”.

ووفق أديب فإنّ كل الحكام مسؤولون في لبنان وكل المحكومين أيضاً مسؤولون. الثورة في لبنان كانت حركة جميلة ومعبرة ولكن لها 3 علامات:
1- جاءت متأخرة جداً
2- عبرّت عن بعض الشعب اللبناني، عن النخبة من الشباب
3- سمحت لنفسها مثل كل ثورات الربيع أن تختطف وأن لا يكون لها قيادة واضحة، وإجابة لا قيادة وكل واحد منا قيادة، هي إجابة فاشلة”.

وانتقد أديب شعار “كلن يعني كلن”، باعتبار أنّه “لا يمكن الإطاحة بكل من يحكم، والتغيير لا يمكن أن يحدث دفعة واحدة من دون وجود برنامج واضح وخطة واضحة ومن دون إشراك كل المؤسسات”.

وأشار إلى أنّ “النخبة الحاكمة التقليدية التي تسيطر على مقاليد البلاد منذ العام 1943 وحتى اليوم، هي التي انتصرت لأنّها ممسكة بمفاصل الدولة ولأنّ برنامجها واضح وهو امتصاص دم الشعب اللبناني والسيطرة عليه وبيع السيادة للخارج والاستقواء بالخارج وإقامة “بزنس” سياسي على حساب اللبنانيين”.

وقال أديب إنّ “أزمة لبنان أنّ اللاعب المحلي أصبح مرتهناً بالكامل للاعب الإقليمي المرتبط أساساً بالمعادلات الإقليمية، نحن نعيش في عالم فيه حالة من السيولة وعلى مستوى عالم جديد تتشكل فيه التوازنات الدولية وكل طرف من الأطراف الكبار يحاول بالعقوبات بالضغوط، بالاقتصاد، بالصراعات، بالتكتلات الجديدة أن يصوغ شكل ترتيب القوى في العالم الجديد وهذا يؤثر على المنطقة”.

وتابع موضحاً: “على مسرح العالم العربي هناك 3 لاعبين رئيسيين غير عرب، هم: إيران تركيا وإسرائيل وكل منهم له تأثيراته سلباً أو إيجاباً داخل المنطقة”.

وبالعودة إلى الداخل اللبناني، أشار أديب إلى أنّ “الحالة اللبنانية منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري وحتى اليوم، كان عدد أيام الفراغ فيها سواء في الحكومات أو في الرئاسة أكثر من عدد أيام الاستقرار ووجود رئيس حكومة وحكومة كاملة ورئيس دولة، هذا البلد أصبح مستباحاً كي يستخدم الفراغ فيه كوسيلة للضغط على الأطراف الإقليمية والمجتمع الدولي، غير أنّ الكارثة أنّ لا أحد في الإقليم والعالم متضرر من الفراغ في لبنان، فحتى ماكرون الذي كان يريد استخدام الوضع اللبناني كنقطة نجاح في وضعه الداخلي المهتز قبل الانتخابات الرئاسية لم يعد مهتماً، ومصلحة فرنسا في شركة توتال للغاز والغاز مرتهن الآن بوضع إقليمي والمتغير الرئيسي هو فوز نتنياهو بالانتخابات الاسرائيلية، علماً أنّ اتفاق ترسيم الحدود مفيد لإسرائيل ولكن هناك علامة استفهام مع هذا الفوز، سيّما وأنّ نتيناهو يلعب على مصالحه الشخصية”.

وبحسب أديب فإنّ “لبنان لديه 3 مشاكل في الترسيم البحري، وهي مع اسرائيل وسوريا وقبرص، ولو كانت المشكلة مع سوريا أو قبرص لما تدخلت أميركا، فالتدخل الأميركي جاء لمصلحة إسرائيل وحكومتها ولمصلحة أميركية في إحراز نجاح في الشرق الأوسط مع الانتخابات التشريعية الأميركية”.

واعتبر أديب أنّ لبنان لن يستفيد من الترسيم في ظلّ محاصصة الفساد، مبيناً أنّ العبرة ليست في الاستخراج وإنّما في النقاط التالية:
1- كيفية إدارة هذه الموارد، وكيف ستتم الاستفادة منها وهل ستذهب إلى مستحقيها؟
2- الاتفاق جاء بضوء أخضر من إيران وما كان ليكون لولا رغبة إيرانية في تمريره، وعلى ما يبدو هناك تهدئة إيرانية حالية تسبق عاصفة ستأتي، علماً أنّه في الحالتين، أي إذا تمّ الاتفاق النووي أو لم يتم فإنّ لبنان والعرب سيدفعون الثمن، ولا يجب أن ننسى أنّ الاتفاق قد أقرّ في عهد أوباما وفي حينها استخدمت الأموال الإيرانية التي أفرج عنها في العراق ولبنان واليمن، وهذه ذبذبات سلبية تضر بمصالح المنطقة، أما في حال لم يعقد فسنكون أمام 4 سنوات من التوتر في تستخدم فيها إيران كل أدواتها للضغط على حلفاء أميركا في المنطقة.
3- في حالة اليمن أميركا ليست راضية عن سلوك الرياض وأبو ظبي فيما يتعلق بإنتاج النفط والتسعير، وتجديد الهدنة في اليمن في خطر من خلال استخدام الصواريخ الحوثية، ببساطة فإنّ زيادة العنف الإيراني في المنطقة يجعل دول المنطقة بحاجة أكثر إلحاحاً للدور الأميركي.

وعند سؤاله عن الدور العربي في لبنان، قال أديب: “هناك اهتمام عربي في لبنان بمعنى المتابعة لا التدخل، الموضوع محسوم. لنفترض أنّ هناك لجنة فيها 3 زعماء عرب، مثلاً الأمير محمد بن سلمان، الشيخ محمد بن زايد، الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهؤلاء الثلاثة ركبوا طائرة وذهبوا إلى بيروت، مع من سيجلسون؟ وماذا سيناقشون؟ فالمساعدة تحتاج ضمانات، ما الضمانات؟ من سيساعد دولة سياستها ستنقلب ضدّه؟”، وتابع: “إذا أراد لبنان أن يحكم الولي الفقيه، وهو القوى المتغلبة في لبنان والقوى المعطلة، عليه أن يتحمل النتائج، أما إذا حصر مشروع الولي الفقيه داخل الضاحية الجنوبية أو في الجنوب دون التأثير على السياسة اللبنانية، وكان لبنان كما يجب أن يكون دولة عربية فيندمج مع محيطه العربي، ويدرك أنّ مصالحه مرتبطة بوجود عمالة أساسية في دول الخليج وأنّ تحويلات هؤلاء تحدث فرقاً في الاقتصاد، وأنّ الصادرات تذهب للخليج، وقد ترتب مصر للبنان تصدير الطاقة والغاز ومحطات كهرباء، وأنّ السعودية قد تأتي وتقوم بمشاريع، والسعودية أيضاً منذ عام 1972 حتى العام 2015 بحسب الأرقام الرسمية أنفقت 70 مليار دولار من المساعدات للبنان، دون أن أتحدث عن المال السياسي الذي ذهب إلى جيوب البعض، وعن 210 مشروع منهم 120 في الصناعة”.

وأوضح أديب أنّ “ضخ المال توقف والمساعدات توقفت للإجابة عن سؤال واحد، لماذا ندعم نظاماً يقف في نهاية المطاف في خندق الأعداء”، مضيفاً: “حرب اليمن هي حرب وجودية ضد السعودية تهدد الحدود والأمن القومي السعودي والإمارات في تاريخها لم تضرب مصافي البترول فيها إلاّ من الحوثيين في اليمن”.

وتابع: “أنت كطرف لبناني عندما تفتح منصة لقنوات للحوثيين وتتعامل معهم على أنّهم أبطال وتدربهم وتجندهم وتسلحهم هذا خيارك وعليك أن تتحمل مسؤوليته”، ليختم بالقول: “ليتعامل الشعب اللبناني مع الحزب على هذه النتيجة، كل قرار له أكلاف وله أثمان”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us