بين الدولار الجمركي والمصرفي وتثبيت سعر الصرف هل يربح المعركة سعر 15000؟ إليكم التفسير الاقتصادي لهذا الموضوع!
كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:
نستفيق صباحاً على رقم، وننام ليلاً على رقم آخر. حياتنا باتت مرتبطة فعلاً بتقلّبات سعر صرف الدولار، فدخلنا في متاهة، من غير المعلوم حتى الآن، كيف نخرج منها! مؤّخراً، رقم ١٥٠٠٠ ألف ليرة، بات يتكرّر على مسمع اللبنانيين سواء كسعر صرف رسمي، أو كدولار جمركي، أو كدولار مصرفي! فهل فعلاً سيتم اعتماد هذا الرقم قريباً؟
في ظلّ عدم استقرار سعر الصرف حتى اليوم، يبحث المجلس المركزي في مصرف لبنان، إمكانية رفع سعر صرف السحوبات المصرفية، من ٨٠٠٠ ل.ل. إلى ١٥٠٠٠ ل.ل. إلى ذلك، تؤكد بعض المصادر أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تمنّى على الجهات المعنية تأجيل هذه الخطوة، لتتمّ بالتوازي مع بدء تنفيذ الدولار الجمركي. وبالتالي، تصبح الموازنة العامة لعام ٢٠٢٢، نافذة البنود ومنها رفع الدولار الجمركي، بعد شهر من إقرارها في مجلس النواب. لكن حتى اللحظة، من المرجّح أن خطوة رفع الدولار الجمركي ستؤجّل، لحين تبيان مصير قرار توحيد سعر الصرف وسعر السحوبات المصرفية. في السياق نفسه، تؤكّد أوساط حاكم مصرف رياض سلامة، أن قرار رفع سعر صرف السحوبات المصرفية، هو رهينة الوضع النقدي والمركزي، تفادياً لحصول مزيد من تضخّم الليرة.
لشرح الوضع المالي بشكل أفضل، أجرى موقع “هنا لبنان” مقابلة خاصة مع الباحث والخبير الاقتصادي د. محمود جباعي، الذي شرح بكل واقعيّة أننا لا نستطيع أن نستمر بسعر صرف ١٥٠٠ ل.ل، فالحد الأدنى لسعر السوق السوداء يتراوح بين ٣٥٠٠٠ و٤٠٠٠٠ ل.ل لكل دولار. واستكمل قائلاً:” سعر ١٥٠٠ ل.ل. لم يعد منطقياً أبداً حتى للمعاملات الرسمية، لذلك يجب وضع خطة لسعر صرف جديد، أما بالنسبة للرقم الذي سيتقرّر، فإنه بحاجة لدراسات تبيّن تأثير هذا السعر على القطاع المصرفي وعلى المواطنين، وعلى القدرة الشرائية، وعلى سعر الدولار وحتى تبيان الإفادة منه. وبالتالي إذا تمّ العمل على هذه الدراسات بشكل شفّاف ودقيق، فنحن طبعاً سننتقل إلى سعر صرف جديد، شرط تحسين الرواتب ورفع قدرة الموظفين الشرائية وتحسين الدولار المصرفي أيضاً”.
ولفت جباعي إلى أننا شهدنا في المرحلة الماضية، صعوداً لسعر صرف الدولار، إلّا أن المصرف المركزي يحاول دائماً لجم هذا الارتفاع السريع عبر إصدار التعاميم أو ضخ الدولار في السوق، أو حتى سحب الليرة من السوق… إذ في حال تم ترك سعر الدولار يرتفع بشكل عشوائي من دون أي تدخّل من المركزي، فسنصل إلى أرقام خياليّة أفظع من التي وصلنا إليها في الآونة الأخيرة، علماً أن تدخّل المركزي لن يخفض سعر الدولار، لكنه سيبطّئ من عملية صعوده.
وختم حديثه بالقول: “اليوم نحن بحاجة إلى إصلاحات هيكلية اقتصادية مالية وبنيوية في الاقتصاد كي نستطيع تغيير سعر الصرف الرسمي وكذلك ضبط سعر صرف الدولار”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟ | هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟ | أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!” |