حالة مريض السكري في لبنان تدق ناقوس الخطر… وتأمين الدواء له واجب!
كتبت ريتا بريدي لـ “هنا لبنان”:
إنّه الرابع عشر من تشرين الثاني، وهو اليوم العالمي للسكري الذي فيه تعمل عدد من الجمعيات، المستشفيات والهيئات الطبية على التوعية عن مرض السكري الذي يُصاب به عدد كبير من الأشخاص سنوياً.
ويعتبر السكري من الأمراض المزمنة التي تتطلب العلاج واتباع الإرشادات الطبية التي تُمنح للمريض بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بنظام غذائي صحي.
ولكن مع كل مناسبة يحتفل بها لبنان أو العالم أجمع، نسأل ما هي أحوال المواطن اللبناني، واليوم لا بد من أن نسأل عن مريض السُكري في لبنان وهل يقوم بالمراجعات الطبية، الفحوصات الأساسية وهل يحصل على أدويته؟
تحضيراً لمقالنا في هذه المناسبة وقبل التطرق لليوم العالمي للسكري بشكلٍ عام، قمنا بجولة صغيرة لمعرفة أحوال عيّنة صغيرة من الذين يُعانون من هذا المرض، فالبعض اغرورقت عيونهم بالدموع نتيجة مأساتهم أمّا البعض الآخر فأشار إلى أنّه يؤمّن الأدوية بقدر الإمكان، ولكن نسبة كبيرة من المصابين بالسكري اعتبرت أنّه لا ينفع الكلام، فإذا كان المسؤولين لا يبالون بحياة المواطن في لبنان، فما الجدوى من الكلام.
من هُنا تُطلعنا مؤسسة ورئيسة التجمّع الوطني للسكري DiaLeb وعضو الاتحاد الدولي للسكري الدكتورة جاكي قاصوف معلوف أكثر عن اليوم العالمي للسكري لعام 2022، حيث توقفت في البداية لتذكيرنا بالأرقام الخطيرة التي بلغت 537 مليون شخص، تتراوح أعمارهم بين العشرين والسبعين عاماً يتعايشون مع مرض السكري. كما يُرجح أن يتفاقم هذا الرقم ليصل إلى 643 مليون في عام 2030، وصولاً إلى 783 مليون في عام 2035.
من هُنا تعتبر هذه الأرقام كبيرة وخطيرة، إذ لا يمكننا التقليل من عدد الأشخاص المصابين بداء السكري اليوم، إنّما يمكننا العمل مع الأفراد الذين يواجهون عوامل الخطر وقد يصابون بالسكري، ففي هذه المرحلة يمكن منع إصابتهم بالمرض من خلال التوعية والتثقيف والحملات التي تُقام في التجمّع الوطني للسكري.
وأشارت الدكتورة معلوف إلى أنّ هناك شخص من كل اثنين لديه سكري غير مُشخص، وهذه من الأمور المُلفتة التي تؤكد على أهمية حملات التوعية والفحوصات التي تُقام فيها والتي لا تُعتبر للتشخيص إنّما للفت النظر حول ما إذا الإنسان لديه نسبة تفوق الأرقام الطبيعية لمعدل السكري في الدم، وهنا يُطلب منه التوجه إلى الطبيب. وبذلك يمكن حماية هذه الفئة من المرض ومواجهة مرحلة ما قبل السكري.
أمّا للحديث عن عمل التجمّع الوطني للسكري DiaLeb من بدايتها قبل 12 سنة حتى اليوم، فهي تخصص مجموعة من حملات التوعية على كافة الأصعدة ولمختلف الفئات العمرية، لذلك فيها برنامج “السكري على المقعد الدراسي” في المدارس والجامعات، وتُقام الفحوصات البسيطة خلال الحملات.
وبرنامج آخر بعنوان “السكري في المجتمع” ومعه يتم التعامل مع جمعيات أخرى لتوسيع بقعة الوعي في مختلف المناطق اللبنانية، بالإضافة للتعاون مع البلديات للوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع وخاصةً المصابين بالسكري أو عرضة للإصابة بالسكري النوع الثاني الذي يُشكل 95 في المئة من مُجمل أرقام المرض.
كما وهناك عدد من البرامج الرياضية التي تُقام سنوياً مع المشاركة في ماراتون بيروت، عدا عن البرنامج التدريبي لطلاب الجامعات وتحفيز حس العمل الاجتماعي لديهم للمشاركة في تنظيم حملات التوعية.
وتُضيف د. معلوف عن النشاطات التي تُقام في DiaLeb، وذكرت المخيم الصيفي الذي يتم تنظيمه ليوم واحد للمصابين بالسكري نوع أوّل ولفئة البالغين، بالإضافة لبرامج تدريبية للمتخصصين، الممرضات، أخصائيّات التغذية ومدربي الرياضة، وبذلك تتوسع معرفتهم بين مجال عملهم والمعلومات التي تخص مرض السكري بشكلٍ مباشر.
وبالطبع هناك حلقات دعم للأشخاص الذين يتعايشون مع السكري بمختلف أنواعه خصوصاً على صعيد الصحة النفسية التي تترافق مع الصحة الجسدية في التأثير على الشخص وعائلته من الناحية الإيجابية أو حتى السلبية.
وتتمحور رسالة DiaLeb حول رفع نسبة الوعي بهدف تحسين حياة الأشخاص الذين يتعايشون مع مرض السكري، وبالطبع من أهدافها التوعية للوقاية من السكري، بالإضافة إلى المشاركة في مجال البحوث ومساعدة الأشخاص الذين يُعانون من داء السكري.
*نشاطات كثيرة ومهمّة للتجمّع الوطني للسكري*
ولهذه السنة تُطلعنا رئيسة التجمّع الوطني للسكري عن النشاطات التي يتم تنظيمها، وتُشير في حديثها لموقع “هنا لبنان” أنّ الفعاليات منوّعة هذا العام في مختلف المناطق اللبنانية بالتعاون مع خمس جامعات.
لذا وبمناسبة اليوم العالمي للسكري في الرابع عشر من تشرين الثاني تم التعاون مع بلدية جديدة لإضاءة الساعة في المنطقة باللون الأزرق الذي يرمز لليوم العالمي للسكري.
ومن بين النشاطات أيضاً كان هناك مشاركة فعّالة للتجمّع مع الأعضاء والشبيبة ومتابعي Dialeb في “ماراتون بيروت”.
وأُقيم يوم صحي في منطقة السمقانية في الشوف تضمنت فحوصات مجانية واستشارات طبية من عدة اختصاصيين.
وفي الخامس عشر من تشرين الثاني يتحضر التجمّع الوطني للسكري لمؤتمر في جامعة AUT بالتعاون مع الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاتحاد الدولي للسكري، بالإضافة لسلسلة من الفحوصات الطبية والمحاضرات.
وتعاون آخر مع جامعة MUBS – Modern University for Business and Science، بهذا الإطار أيضاً.
وتستمر النشاطات المتنوّعة طيلة شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، حيث يتعاون التجمّع الوطني للسكري مع “Nutrition Club” في الجامعة الأميركية في بيروت – AUB، لتنظيم حملة صحية وفحوصات، وكذلك مع جامعة LAU – الجامعة اللبنانية الأميركية.
وتُشير معلوف إلى أنّ كل التعاون مع الجامعات هدفه العمل مع الفئات الشبابية للحد من تقدّم مرض السكري في مجتمعاتنا.
هذا ودعت د. معلوف لمتابعة DiaLeb على مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة النشاطات التي يقومون بها، وللحصول على معلومات طبية مهمة حول مرض السكري باللغتين العربية والإنجليزية، بفضل المجهود الكبير الذي يقوم به فريق العمل والمتطوعين.
*اليوم العالمي للسكري والتثقيف*
تتابع د. معلوف ونتوقف الآن للتركيز على العنوان الذي اختاره الاتحاد الدولي للسكري بمناسبة اليوم العالمي، وهو: “التثقيف لغدٍ أفضل”، وذلك لتسليط الضوء على أهمية التثقيف الذي يعتبر من أهم أهداف التجمّع الوطني للسكري – DiaLeb منذ البدايات وسيتم الاستمرار بهذا الإطار وبتلك النشاطات.
كما أننا لا زلنا ضمن احتفالية مئوية الأنسولين الأولى، وشدّدت على كلمة “احتفالية” بما أنّها أمّ لشابة تتعايش مع السكري النوع الأولى، تحتفل بنفسها بوجود الأنسولين لأنّه ينقذ حياة الأشخاص الذين يعانون من السكري نوع أوّل.
لذا خصص التجمّع بهذه المناسبة حملة بعنوان “الأنسولين حياة” وسيكون هناك عدد من الفيديوهات لشباب وشابات يتعايشون مع مرض السكري.
ما هي الأمور التي يواجهها مريض السكري في لبنان مع كل الأزمات التي يمرّ بها الوطن؟
في حديث “هنا لبنان” مع د. معلوف كان لا بد من الإضاءة على ما يعيشه مريض السكري في لبنان حالياً، لتقول بدورها أنّ هناك الكثير من المعاناة والتحديات والصعوبات الكبيرة تواجه هؤلاء الأشخاص، انطلاقاً من عدم توفر كافة الأدوية في الصيدليات، وبعض الأدوية متوفرة ولكن غير متاحة بما أنّ أسعارها أصبحت خيالية وفوق القدرة الشرائية.
ويُحاول التجمّع الوطني للسكري التواصل مع المعنيين لزيادة الحس بالمسؤولية تجاه هذا الأمر، لأنّه من الصعب استيعاب أنّ هناك من يُعاني من داء السكري ولا يمكنه الحصول على الدواء أو حقنة الأنسولين.
وبالتالي ساعد التجمّع في ما يخص الأدوية إلّا أنّ ذلك البرنامج يتوقف على مدى الإمدادات والمساعدات التي يتلقاها والتي أصبحت للأسف ضئيلة، ولكن من المهم التوضيح أنّ هذا الأمر ليس من مهام الجمعيات أو التجمّع الوطني للسكري إنّما من مسؤولية الوزارات المعنيّة.
لذا ناشدت د. معلوف جميع المعنيين والمسؤولين ليتذكروا أنّ مريض السكري لا يمكنه التخلي عن حقن الأنسولين، خاصةً المصابين بالنوع الأوّل من المرض وكذلك عدد كبير من المصابين بالسكري النوع الثاني، وبالتالي ستتفاقم المضاعفات لعدم حصولهم على الأدوية الضرورية لهم.
وتختم حديثها بالقول، أنّه من غير المسموح بعد مرور مئة عام على اكتشاف الأنسولين أن لا يتوفر لكل شخص يتعايش مع السكري، كما وتمنّت أن يتم إيجاد الحلول السريعة وتوفير الأدوية للمرضى.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في اليوم العالمي للشطرنج: فوائده تفوق التوقعات! | “أهذا حقاً في لبنان؟”.. الهايكينغ يكتسح البلدات اللبنانية ويكشف جمالها! | احتفالاً بأسبوع الأصمّ العربي.. ملتقى “أوتار الصمّ” في الشارقة |